عن ابن سحيم عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره. قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقتل مع الحسين عليه السلام.
عن ابن عباس قال: كان الحسين جالساً في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال جبريل: أتحبه؟ فقال: وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادي؟ فقال: أما إن أمتك ستقتله، ألا أريك موضع قبره؟ فقبض قبضة فإذا تربته حمراء.
عن أم سلمة أنها قالت: كان جبرئيل عليه السلام عند النبي والحسين بن علي معي، فغفلت عنه، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجعله النبي على فخذه، فقال له جبرئيل: أتحبه يا مـحمد؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم فقال: أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك تربة الأرض التي يقتل فيها، فبسط جناحيه إلى الأرض وأراه أرضاً يقال لها كربلاء، تربة حمراء بطف العراق.
عن أم الفضل قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسين في حجره: إن جبريل أخبرني أن أمتي تقتل الحسين. عن عبد الله بن عمرو قال: إن معاذ بن جبلة أخبره قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصفر اللون فقال: صلى الله عليه وآله وسلم أنا مـحمد أوتيت جوامع الحكم فواتحها وخواتمها، فأطيعوني مادمت بين أظهركم... يزيد لا بارك الله في يزيد، ثم ذرفت عيناه بالدموع عليهم السلام ثم قال: نعى إلى الحسين، ثم أتيت بتربته وأخبرت بقتله وقاتله أو قتلته، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلط عليهم شرارهم، وألبسهم شيعاً ثم قال: آه لفراخ آل محمد مـن خليفة مسـتخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف .
وعن يحيى الحضرمي قال: إنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله وهو بشط الفرات، فقلت: وما ذاك؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلت يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل عليه السلام آنفاً فأخبرني أن الحسين يقتل بشط الفرات. قال: فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم. قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. ذكر الحاكم الجشمي: أن أمير المؤمنين عليه السلام لما سار إلى صفين نزل بكربلاء وقال لابن عباس: أتدري ما هذه البقعة؟ قال: لا. قال: لو عرفتها لبكيت بكائي ثم بكى بكاءً شديداً، ثم قال: ما لي ولآل أبي سفيان ثم التفت إلى الحسين وقال: صبراً يا بني، فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى بعده.
عن عائشة قالت: دخل الحسين بن علي عليهما السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يوحى إليه، فنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو منكب، وهو على ظهره، فقال جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتحبه يا مـحمد؟ قال: يا جبريل وما لي لا أحب ابني قال: فإن أمتك ستقتله من بعدك، فمد جبريل عليه السلام يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال: في هذه الأرض يقتل ابنك هذا، واسمها الطف، فلما ذهب جبريل عليه السلام من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج رسول الله والتزمه في يده يبكي فقال: يا عائشة، إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف، وأن أمتي ستفتن بعدي ثم خرج إلى أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وعمار وأبو ذر وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة، وأخبرني أن فيها مضجعه.
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه والبيت غاص بمن فيه قال: ادعوا لي الحسن والحسين فجاءا، فجعل يلثمهما حتى أغمي عليه، فجعل علي يرفعهما عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ففتح عينيه وقال: دعهما يتمتعا مني واتمتع منهما فستصيبهما بعدي أثرة... عليهم السلام.
عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: أتينا مع علي بن أبي طالب فمررنا بأرض كربلاء، فقال علي عليه السلام: ههنا مناخ ركابهم وموضع رحالهم ومهراق دمائهم، فتية من آل مـحمد صلى الله عليه وآله وسلم يقتلون في هذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض. عن علي قال عليه السلام: ليقتلن الحسين قتلاً، وإني لأعرف التربة التي يقتل فيها قريباً من النهرين. لما أحيط بالحسين بن علي قال عليه السلام: ما اسم هذه الأرض؟ قيل: كربلاء فقال: صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنها أرض كرب وبلاء.
عن أبي وائل، عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي، فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا مـحمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سلمة، وديعة عِندكِ هذه التربة فشمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ويح كرب وبلاء قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول: إن يوماً تتحولين الى دماً ليوم عظيم.