برنامج : العقد الرابع للثورة الاسلامية – -القسم -9
عنوان البرنامج:
العقد الرابع للثورة الإسلامية عقد التغيير والتحول في العلوم الإنسانية
==
المذيع الاول
المقدمة :
إن ما يحقق عامل التفوق لحركة المجتمع الإيراني خلال العقد الرابع للثورة الإسلامية ويعزز من مكانة هذا المجتمع ويضعه في مقدمة المجتمعات الأخرى فهو النشاط والتحرك في مجال العلوم الإنسانية .
ففي مجالات التكنولوجيا وحتى علوم الحياة التي تعتبر علوم الأحياء والطب بمثابة حجر الزاوية لها،احرزت ايران في عصر الثورة الاسلامية مكانة متقدمة لها بين الدول الرائدة في مختلف الفروع وقطعت مراحل علمية متطورة خلال فترة زمنية لاتتجاوز العقدين بالرغم من استهلاك بعض دول العالم لاكثر من 200 الى 300 عاما في هذا المجال ليصل الى ما عليه اليوم.
ان التطور الايراني في مجالات التكنولوجيا لاسيما علوم وتكنولوجيا الفضاء وغير ذلك من العلوم العصرية له تاثيرات هامه في المجالات العلمية الاخرى حيث تستخدم مؤسسات ايرانية مختلفة الانجازات والتطورات في هذا المجال لدعم تقدمها العلمي. ولعل ابرز هذه المجالات يتجلى في ادارة الازمات والتحديات البيئية والأحداث والكوارث الطبيعية وفي بحوث وتكنولوجيا الفضاء حيث استخدمت ايران هذا التطور من خلال التقاط الصور الشاملة عبر هذه التقنيات واجراء الاتصالات الامنة وغيرها من ملئ فجوات الاتصال الحاصلة وخدمة المواطنين ما مكنها في السيطرة على امور طارئة مختلفة في البلاد..
الا ان العلوم الانسانية تبقى محتفظة بمكانتها الرائدة بين بقية العلوم لما لها من تأثير في بناء الانسان وتحصينه من مؤثرات الالة وتقوية روحه المعنوية .. من هنا يعتبر العقد الرابع للثورة الاسلامية عقد العقلانية الدينية وعقد تحقيق الاماني والطموحات التي ضحى شهداء الثورة أعز ما يملكونه مستمعينا الكرام اهلا بكم ثانية مع برنامجنا " العقد الرابع للثورة الاسلامية" عنوان هذه الحلقة :" العقد الرابع للثورة الاسلامية عقد التغيير والتحول في العلوم الانسانية" تابعونا بعد هذا الفاصل التقريري ..
==
التقرير(القسم الاول)
" اذا كان العقد الرابع عقد العقلانية وعقد النضج وعقد استثمار وتوظيف التجارب فلابد من عرض صورة عن الجمهورية الاسلامية للعالم يروج للدين بالعمل والتطبيق وليس بلغة الشعار ويقدم للمجتمعات الاخرى صورة واقعية للمجتمع الديني المثالي .
تعتبر العلوم الانسانية فارس الميدان في هذا المجال ومن هنا تعمل الثورة الاسلامية بجدية بالغة من اجل ايجاد التغيير والتحول في مجال هذه العلوم من اجل تطوير الحضارة الاسلامية . ففي مجال الطاقة الذرية تحملت ايران صنوف الاهوال والتحديات في سبيل امتلاك ناصية هذا العلم العصري وتحملت كل الاثمان ووصلت الى مشارف الحرب دون ان ترتدع لكنها ربما لم تحقق المنجز المطلوب في مجال ايجاد التحول والتغيير في مجال العلوم الانسانية التي تضفي المعنى والاهمية لسائر العلوم الاخرى .
للوصول الى المجتمع الديني المثالي لابد من تربية واعداد طاقات انسانية قادرة على ادارة المجتمعات . من هنا فان تربية واعداد المفكرين والمدراء والمبرمجين ممن يتحلون بقوى جبارة قادرة على خفض اعباء الخسائر في المجتمع وتصحيح المسارات وتصويب البوصلة نحو الوجهة الحقيقية يتطلب العمل الجاد والمضني على صعيد العلوم الانسانية ..
هناك بعض الفروع العلمية التي لاتواجه قيودا وطنية لتعلمها واتقانها ؛ على سبيل المثال علم الفيؤياء حيث يمكن تعلمها في كل مكان من العالم ولكن الفرع العلمي الوحيد الذي ليس متاحا لكل انسان في كل دولة فهو العلوم الاستراتيجية ؛ فان هناك اكثر من 95 دولة في العالم تفتقر الى القدرة في هذا المجال او لايحق لها ذلك . اما بقية الدول فانها تقع تأثير النظريات التي تأثرت بجامعات مختلف السلطوية ؛ اذ لايحق لاية دولة ان تكون صاحبة القرار في ذلك مثل السعودية ومصر اللتين لايمكنهما الرد على هجوم الكيان الصهيوني على قطاع غزة بسبب عدم امتلاك القرار وبسبب الامتثال لاوامر وايعازات الولايات المت كلان نگري والكيان الاسرائيلي .
لكن الشعب المستقل وصاحب القرار الذاتي يريد تقرير مصيره بيده.
من هذه الناحية يعتبر حق اتخاذ القرار الذاتي امرا استثنائيا واحتكاريا ، من هنا لابد من اتخاذ الاجراءات الاساسية في مجال تربية القوى الاستراتيجية من اجل ضمان المستقبل وتلبية استحقاقات العقد الرابع للثورة.
من متطلبات التحول في مجال العلوم الانسانية دراسة المسار التاريخي لهذه العلوم ؛ فمن دون معرفة تاريخ ومسيرة انتاج العلم لايمكن التوصل الى فهم صحيح لمستلزمات واستراتيجيات العلوم الانسانية .
كما انه في ظل غياب الضمير التاريخي لدى الافراد لايمكن ادراك كنه ضرورة التحول والتغيير في العلوم الانسانية ؛ لان العلوم الانسانية تخرج من رحم الوجدان والضمير التاريخي .
تعتبر العلوم الانسانية ظاهرة ذات ارضيات تاريخية . وان انعدام النظرة لمسارها التاريخي يحول دون فهم اهمية موضوعات هذه العلوم .
من خلال القاء نظرة على تاريخ ايران ندرك البعد التاريخي للعلوم الانسانية حيث حاكت هذه العلوم منذ صدر الاسلام المتطلبات والظروف المناسبة لكل مجتمع .
==
المذيع الثاني:
هناك الكثير من دول العالم الثالث انبهرت ببريق الحضارة الغربية المادية ووجدت أن الحل وسبيل الوصول الى التنمية والتقدم يكمن في الأخذ عن الحضارة الغربية و اقتفاء آثارها وما عدا ذلك يعتبر بمثابة تخلف عن الركب الحضاري وبالتالي سارعت تلك الدول الى العزوف عن قيمها ومبادئها الاصيلة والاعتصام بحبل العلمانية واعتبرت الحضارة الغربية بفكرها المادي , وتوجهاتها المبهرة, وإنجازاتها الاستهلاكية هي النموذج الذي يجب أن يُحتذي وتهفو إليه النفوس وتتطلع إليه العقول. واليوم نرى ان الدول التي تلهث لاقتفاء آثار العلمانية وتجاهر بتقليده وتفاخر باعتناقه تعاني من زمة الهوية والضياع وعدم الاتزان ومن الاضطربات الاجتماعية.
ترى الجمهورية الاسلامية الايرانية الحضارة الغربية المادية حضارة تهمل الجوانب الأخلاقية والروحية ولا قيمة لكل ما تنجزه في ميزان العقلاء؛ إنما تحكم على نفسها بالفناء العاجل أو الآجل ؛ فالتاريخ يخبرنا بان كل انهيارات الحضارات المادية الكبرى عبر التاريخ إنما كان مرده إلى إهمال الجوانب الروحية والأخلاقية, فكان التعلق بمباهج الحياة وزخارفها هو القشة التي قسمت ظهر البعير .
نتوجه الان الى ضيفنا الكريم ................................................. ليتفضل بالاجابة على سؤالنا التالي:(السوال الاول)
*******************فاصل*******************
المذيع الاول:
من القضايا الرئيسية التي كانت مثار اهتمام خاص من قبل قائد الثورة الاسلامية خلال لقاءاته باساتذة وطلاب الجامعات في ايران خلال السنوات الاخيرة ، ايجاد التحول في مجال العلوم الانسانية وتحديث الكثير من مناهجها ودروسها على ضوء تزايد عدد الطلبة وخريجي هذا الفرع الدراسي والقفزة العلمية الكبيرة التي شهدها خلال العقدين المنصرمين
مرة اخري نتوجه الي ضيفنا الكريم ....................................... بالاجابة على سؤالنا التالي:(السوال الثاني)
********************فاصل******************
المذيع الثاني:
يتبادر الى الذهن هذا السؤال : ماهي ضرورات اعادة النظر في دروس ومناهج العلوم الانسانية ؟
من احدى ضرورات مراجعة دروس ومناهج العلوم الانسانية ، التغييرات المستمرة في الواقع الانساني والتي تفرز على الدوام استحقاقات جديدة لابد من تلبيتها لمواكبة روح هذا التطور والتغيير الانساني . ومن هنا لابد من عملية المراجعة واعادة النظر كل خمس سنوات بغية تلبية المتطلبات لاسيما في المراحل الدراسية التكميلية.
تكمن احدى الافات التي تفتك باذهان الناس في حالة التناقض والمراوحة بين التجريبية والعقلانية ،اي ما بين ما يكتسبه الناس من خبرة وتجربة عن طريق العمل ومن معرفة مكتسبة عن طريق العقل .
على غرار العلوم الاخرى، تعتبر العلوم الانسانية كسائر العلوم الحديثة نتاج فكر تبلور في اواخر القرن السادس عشر واوائل القرن السابع عشر اي في عصر التنوير .
والى ماقبل انتصار الثورة الاسلامية ، دخلت هذه العلوم الى ايران تدريجيا وبنفس هذه الميزة والخصيصة التاريخية واصبحت في متناول الطلبة الجامعيين لكن الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تقود فكرا يقوم على الاسس والقواعد الدينية وتلتزم بالقيم الاسلامية.
من الطبيعي ان هذه الجمهورية تبحث عن علوم انسانية بنفس المواصفات التي تهتم بها...مستمعينا الافاضل نذهب الان الى هذا القسم الثاني من تقرير البرنامج.. تابعونا ..
==
التقرير (القسم الثاني)
واذا اردنا ان نحلل شخصية قائد الثورة الاسلامية فيجب ان نتبين قبل كل شئ في اي نقطة من التاريخ يقف هذا القائد ومامدى تأثره بالمفكرين الذين سبقوه .
لاستبيان النمط الفكري الخاص بكل مفكر ينبغي التعرف على آليته الفكرية لتسهل معرفة وتحليل نظرته الخاصة تجاه العلوم الانسانية. الواقع ان طموحات القائد تركزت على مسيرة التكامل الفكري للمجتمع لكنه لم يكن بمغفل عن التنويه بعوامل الانحطاط الفكري للافراد في المجتمع وهذا هو الديدن الفكري او الالية الفكرية التي يتبناها السيد القائد ..
لقد أشعلت الايديولوجية الاسلامية اللهيب الثوري في نفوس افراد المجتمع واعطتهم زخما ودفعا كبيرين للنزول الى الشارع والثورة على النظام السياسي بعد ان ادرك الشعب انه نظام فاسد وأسس نظام الجمهورية الاسلامية على أنقاضه. وفي تلك الظروف انشغل المفكرون بقضايا فرعية مثل القوانين الاقتصادية والادارية وغيرها الامر الذي أدى الى الشعور بالحاجة للعلم . الواقع ان انتصار الثورة ترتبت عليه مشاكل من قبيل الحرب المفروضة والانقلاب والتمرد في البلاد اوجدت مناخات حالت دون التحرك نحو انتاج العلم .
لقد شعرت جميع الحكومات السابقة بضرورة انتاج العلم بيد ان ذلك يتطلب استغراق وقت طويل الامر الذي أدى الى ان لاتتجاوب معظم الحكومات مع هذا الاستحقاق . وفي المرحلة الجديدة انساب اهتمامنا نحو انتاج العلم وضرورة التخلي عن النظرة التقليدية البحتة والعمل على أرض الواقع بوعي ويقظة ..
يعتبر قائد الثورة الاسلامية شخصية علمية بارزة لكنه من المؤسف ان نرى شخصيته العلمية هذه تقع تحت تأثير شخصيته السياسية .
لآية الله السيد علي الخامنئي المام واسع بمجالات الشعر و الأدب، و هو مكثر من قراءة الروايات و القصص، و قد قرأ العديد من الروايات و القصص المعروفة في العالم. و قد استمر معه هذا الميل لمطالعة الروايات و الآثار الأدبية لكبار الكتاب في العالم و التاريخ من مختلف الثقافات و الشعوب في شرق العالم و غربه، بل إن له باعه في نقد الأعمال الأدبية و الشعرية، و له علاقاته مع كثير من الشعراء و الكتاب و المثقفين في زمانه. عندما كان في مشهد، شارك في بعض الجمعيات الأدبية التي تشكلت آنذاك بمشاركة شعراء كبار، و كان ينقد الشعر في هذه الجمعيات الأدبية. و قد نظم هو أيضاً الشعر و اختار لنفسه في السنوات الأخيرة اللقب الشعري «أمين». و تعتبر مطالعة الكتب التاريخية جانباً آخر من اهتماماته الدائمية في قراءة تاريخ العلم والحضارة الاسلامية و له إلمامه بموضوعات و بحوث التاريخ المعاصر وتاريخ العالم بالاضافة الى الادب العربي والفقه والاصول والفلسفة الفكرية وعلم الكلام وتفسير القران والحديث ونهج البلاغة .
مثلما ان الانسان في سن الشباب يحتاج الى مراجعة مرحلة الطفولة والفتوة أو عنفوان الشباب التي تتميز بتقلب الانسان في سلوكه وتصرفاته بين سلوك الكبار وتصرفات الصغار بدافع الاحاسيس والعواطف الجياشة بسبب عدم نمو درجة الوعي لديه ، فان الدخول الى العقد الرابع هو ايضا يحتاج الى مراجعة شاملة بفعل وصول الفرد الى درجة النضج الذاتي والتكامل السلوكي.
ولعل التحول والتطور في مجال العلوم الانسانية هو الاستحقاق الابرز في هذه الفترة ويتم ذلك من خلال تعزيز مكانة هذه العلوم واستقطاب الطاقات الانسانية الموهوبة والطموحة وتعديل ومراجعة النصوص والبرامج والمناهج والاساليب الدراسية والارتقاء بمستوى المراكز والانشطة البحثية كما ونوعا والترويج للتنظير والنقد و والفكر الحر.
==
المذيع الاول:
من اهداف الثورة الاسلامية تأسيس الحضارة الاسلامية الحديثة ويرى قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد الخامنئي ان انتاج العلوم الانسانية –الاسلامية من المستلزمات الرئيسية لهذا الانجاز . ومن هنا فانه طرح طوال السنوات الاخيرة وفي مناسبات مختلفة «مفاهيم، وموضوعات و سبل عمل » مهمة في هذا المجال كانت موضع ترحيب النخب الفكرية.
لترجمة هذه الطموحات على ارض الواقع لابد من تصنيف وتنظيم الاراء والافكار التي تنسجم مع هذا التطلع لكي تسهل عملية فرزنة الافكار والتوجهات القيمية المناسبة وتحديد مناخ واضح لكل المتغيرات المطلوبة وبالتالي المؤالفة والمناغمة بين « القرارات المتخذة والاساليب والاليات التنفيذية » لهندسة وتصميم حضار كبرى .
وبعد أن استمعنا الى ضيفنا ....................... نتوجه الان الى ضيف البرنامج ......................................ليتفضل بالاجابة على سؤالنا التالي:(السوال الاول)
*******************فاصل*******************
==
المذيع الثاني:
اشار قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في رسالة إلى المؤتمر الدولي للقرآن والعلوم الانسانية الذي عقد في نوفمبر عام 2017 إلى ضرورة تعاون المؤتمر مع بعض المؤسسات في البلاد التي تهدف إلى توجيه العلوم الانسانية نحو التعاليم الاسلامية، مؤكداً على ضرورة التعاون والاستفادة من الانتاجات الفكرية التي يقدمها الجميع وتوظيف الطاقات المختلفة لتحقيق هدف واحد.
وأردف آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بأن العلوم الانسانية تم إبداعها منذ ثلاثة قرون وعمل على تطويرها الكثير من المفكرين، مضيفاً أن أقسام مختلفة من العلوم الانسانية تقع بحكم المستوردات وهناك الكثير من القضايا تم بحثها ودراستها والنقاش فيها، وعلينا نحن الآن أن ندخل معتركها، موضحاً أنه في البداية علينا فصل هذه العلوم عن منشأها اللاديني ووصلها بمنشأ قرآني ووديني ووحي، الأمر الذي يستلزم الإلمام بأعمال الآخرين ومواكبة التطورات التي توصلوا إليها.
ودعا قائد الثورة الاسلامية المؤسسات العلمية المختلفة للاطلاع على الانتاج الفكري والمعرفي الذي توصل إليه الآخرون في العالم العربي وشمال افريقيا وآسيا، لافتاً إلى أهمية تشجيع الشباب على المساهمة في أغناء الفكر الانساني والارتقاء بالعمل الجماعي لإزالة المشاكل الحالية عبر أفكار جديدة وأكثر إبداعاً.
والان نعود الي ضيفنا ..................................لنستمع الي اجابة سؤالنا التالي:(السوال الثاني)
***************فاصل***************
المذيع الاول:
جلّ ما يصل الي الانسان العربي من الاجهزة الإعلامية المغرضة هي أخبار سياسية أو عسكرية أو أمنية تتحايل عليه، بل إن هذا التحايل أو التعتيم هو سياسة متبعة منذ انتصار الثورة الإسلامية، فتولّدت من خلالها صورة نمطية عن إيران لدى الرأي العام العربي، إذ يُعمل على تغييب مقصود لتطورات إيران العلمية والتقنية والثقافية.
ويأتي ذلك لكي يجهل العرب مدى التقدم العلمي والتطور المعرفي في إيران، والقصد من ذلك أولا تشويه الصورة النقية للثورة الإسلامية التي ارتقت بهذا البلد وجعلته في مصاف الدول المتقدمة، والسبب الثاني هو إن أحاط المواطن العربي بهذا التطور فلن يصدّق تلك الأخبار المذاعة يومياً عن الأوضاع المقلقة في إيران، إذ لا يمكن لبلد – (كما يصورونه) اي انه «يعاني من المشاكل الاقتصادية، بل إن أكثرية مواطنيه يعيشون تحت خط الفقر، وتندلع فيه القلاقل الاجتماعية، وربما نظام الحكم فيه يعاني من خطر الإسقاط، ويصرف أموال الشعب في الخارج لتوسيع تدخله في شؤون بلدان المنطقة» – كما ي.عمون أن يتطور علمياً ويتقدم معرفياً بإثباتات ودلائل المؤسسات العالمية المعنيّة لأنّ التطور العلمي والتقدّم المعرفي بحاجة إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي والاستثمار والتخطيط والمثابرة وكذلك الاستراتيجية بعيدة المدى، ومن الطبيعي أن الصورة المغلوطة التي يسعى الإعلام المسيطر على العالم لترويجها عن إيران لا تنطبق على بلد كهذا مفعم بإنجاز التطورات والمنجزات علمياً ومعرفياً وباستمرار.
المذيع الثاني:
قُبيل انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان عدد الجامعات الإيرانية محدوداً جداً بالنسبة إلى ما وصلت إليه اليوم، كما أنها كانت محصورة في المدن الكبرى لغاية العام 1979، ولكن اليوم وبعد مضي ما يقارب الأربعين عاماً من عمر انتصار الثورة تضاعف عددها بعشرات المرات بين جامعة ومركز للدراسات العليا على امتداد الجغرافيا في إيران حتى وصلت إلى أقاصي المدن الصغرى، وكذلك عدد الطلاب الجامعيين آنذاك كان 175675 طالباً جامعياً وبينما وصل في العام 2016 إلى 4348383 طالباً،
كان النتاج العلمي لإيران قبل انتصار الثورة 440 مقالة، ثم أصبح بعد انتصارها 48345 مقالة لتصعد مرتبة إيران في إنتاج العلم في العالم من أقل من واحد بالعشرة آلاف قبل انتصار الثورة إلى 81.1 بالمئة في عام 2016.
الي هنا انتهي الوقت المخصص للبرنامج شكرا للمتابعة والي اللقاء في حلقة جديدة وقادمة ..