ونقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن سنودن قوله، خلال مشاركته عبر جسر فيديو في مؤتمر مغلق نظمته الأربعاء الاستخبارات المحلية في تل أبيب، إن قتلة خاشقجي استخدموا برنامجا إلكترونيا معنونا باسم "Pegasus" وخاصا بتنفيذ عمليات التجسس للتنصت على اتصالات قام بها الصحفي السعودي.
وأوضح سنودن، مخاطبا المشاركين في المؤتمر: "يمكن أن البعض منكم سمع عن الصحفي السعودي المنشق جمال خاشقجي، الذي دخل قنصلية السعودية وتم خنقه على الفور هناك... كيف جرى التخطيط لهذا الأمر وكيف حصل ذلك؟ السعوديون علموا بأنه كان ينوي القدوم إلى القنصلية لأنه اتفق على عقد لقاء هناك، لكن كيف كشفوا عن مخططاته ونواياه؟".
وأشار سنودن إلى أن السعوديين الذين شاركوا في عملية قتل خاشقجي تمكنوا من جمع معلومات ضرورية عن الصحفي من خلال التجسس على "أحد أصدقائه الذي يقيم منفيا في كندا".
وتابع سنودن: "يكمن الواقع في أنهم تنصتوا على شخص من الدائرة الصغيرة لأصدقائه الذين اتصل بهم مستغلين برمجية مصممة على يد شركة صهيونية. نحن لا نعرف سلسلة التطورات لأن هذه الشركة لن تعلق على هذا الموضوع أبدا، لكن هذا الوضع يمثل إحدى أكبر الروايات التي لم تتم كتابتها بعد".
ولفت الاستخباراتي الأمريكي السابق إلى أن الحديث يدور عن شركة "NSO"، وأوضح أنها "تعمل على تطوير آليات الاختراق الإلكتروني"، واصفا إياها بأنها "الأسوأ من الأسوأ في مجال بيع هذه الآليات للاختراق الإلكتروني والتي تستخدم بصورة نشطة حاليا لانتهاك حقوق الإنسان".
وأكد سنودن أن هذه البرمجية "لا تستخدم فقط للقبض على المجرمين ومنع الهجمات الإرهابية وإنقاذ حياة الناس، وإنما أيضا لكسب الأموال".
وهاجم سنودن قطاع إنتاج التكنولوجيا العالية الإلكترونية الصهيوني بشكل عام، متهما إياها بأنها فشلت في تحمل مسؤوليتها عن طبيعة استخدام البرمجية المصممة في الاراضي المحتلة بمختلف أنحاء العالم.
وشدد على أن الشركات الصهيونية تفرط في تبرير تصرفاتها بالقول إن الحكومات والجهات الأمنية التي تبيع لها منتجاتها الإلكترونية جديرة بالثقة، وأكد: "هذا التهور أصبحت قيمته حياة الناس".
ووردت المعلومات عن استخدام برنامج "Pegasus"، الذي طورته شركة "NSO"، لتنفيذ عملية قتل خاشقجي، للمرة الأولى شهر أكتوبر في تقرير نشره معهد "Citizen Lab" للأبحاث الكندي، الذي قال إن هذه الأداة الإلكترونية تم نصبها في هاتف أحد أصدقاء خاشقجي، عمر عبد العزيز، المقيم في كندا.
وتصريحات سنودن حول هذا الموضوع تأتي بعد أن تم فتح دعاوى قضائية في قبرص ضد "NSO" وكذلك شركة "Circles" الصهيونية الأخرى المختصة في مجال تصميم البرمجية الإلكترونية من قبل عدة مواطنين مكسيكيين بينهم صحفيون وواحد قطري.
وقالوا إن أدوات خاصة بالاختراق الإلكتروني من تصميم الشركتين المذكورتين استخدمت للتجسس عليهم.