برنامج: العقد الرابع للثورة الإسلامية (5)
عنوان الحلقة :
الثورة الاسلامية .. النظام الدولي والعقد الرابع للثورة
المذيع الأول
المقدمة :
اهلا بكم مع هذه الحلقة الجديدة من برنامجنا "العقد الرابع للثورة الاسلامية" ، حيث نتناول فيه بالدراسة والتحليل مختلف القضايا والشؤون المتعلقة بالثورة الاسلامية واهم مايميز هذه الثورة عن سواها من الثورات الاخرى التي شهدها التاريخ الانساني لاسيما منطقتنا الاسلامية لنتعرف على اهم ملامح وطبيعة هذه الثورة والسر الكامن وراء ديمومية هذه الثورة واستمرارها والاحتفاظ بنبضها الثوري رغم نجاحها في ارساة جميع مؤسسات الدولة والحكم . كما سنحاول ان نستبين المكانة التي بلغتها هذه الثورة في عقدها الرابع .. تابعونا بعد هذا الفاصل ..
==
المذيع الثاني:
تحية من جديد ..
الثورة الاسلامية في ايران ، بشرت بنهاية فترة الثورات التقليدية. فان هذه الثورة كانت في نفس الوقت ثورة علي بقية الثورات في العالم رغم انها كانت الاقل شبها بالثورات الماضية .
ذكر جاك غلدستون المنظر في شؤون العلوم المتعلقة بالثورات العالمية : رغم ان جميع الثورات سعت الى التاسيس لمجتمع نموذجي ، لكنها عجزت عن المواجهة مع الحقائق . ويعتقد غلدستون ان الثورات الكبري جميعها اوجدت تغييرات اساسية في البني السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمجتمعاتها ووضعت الهياكل المجتمعية امام تحولات وتغييرات جذرية.
الواقع ان دراسة الارضيات والعوامل ومسار ووقوع الثورة من اهم البحوث التي تجسد الفلسفة الوجودية لعلم اجتماع الثورة.
مستمعينا الافاضل عنوان حلقة برنامجنا لهذا اليوم : " الثورة الاسلامية .. النظام الدولي والعقد الرابع للثورة"
تابعونا بعد هذا الفاصل التقريري :
==
التقرير
تعتبر الثورة الاسلامية في ايران بمثابة اخر الثورات الاجتماعية الكبرى في العالم. ولم يكن هذا الحدث مصدر تحولات وتغيير في ايران فحسب وانما امتدت اشعاعاته وتاثيراته الى العالم الاسلامي كما كان له وقع وانعكاسات خاصة في جميع انحاء العالم .
البعض الصدي النفسي للثورة الايرانية مع الحرب الروسية – اليابانية بين عامي 1905 و 1904 حيث استطاعت دولة من العالم الثالث في تلك الحرب ان تحقر قدرة اوروبية عظمي. الواقع ان هناك خمس حركات سياسية واجتماعية بارزة شهدها التاريخ الايراني المعاصر وتركت كل واحدة منها تاثيرات مهمة في فكر وعمل المجتمع السياسي الايراني وهي : الخلفية الفكرية لنهضة التنباك وثورة الدستور والحركة الوطنية لتاميم النفط وانتفاضة 15 خرداد عام 1963واخيرا الثورة الاسلامية.
عموما يمكن القول ان الايرانيين يخضعون من الناحية الفكرية لتاثير عوامل وقوي متعددة ، اول هذه العوامل هويتهم الوطنية .ومن ثم عامل الاسلام والمذهب واخيرا عامل التحولات التاريخية في ايران والتي ترسخت تدريجيا في الذاكرة التاريخية للشعب ؛ وعليه فان العناصر القومية للثورة الايرانية لاتقل اهمية عن بقية العناصر والعوامل.
ان فن الثورة الايرانية خليط من العناصر والمقومات الاسلامية والوطنية.من دون شك ان احياء الروح القومية في بعض الحالات لاسيما فيما يتعلق بالجزر الايرانية الثلاث في الخليج الفارسي يمكن ان يشكل قوة مؤثرة لصيانة المصالح الوطنية الايرانية .
ان الثورة الايرانية انعكاس للمفاهيم الاسلامية ؛ فان اساس الاسلام فيما يتصل بالناس والعالم ، يكمن في مفهوم الدعوة. فان الاسلام يدعو كل العالم الي التعرف علي مبادئه . وكذا الحال بالنسبة للثورة الايرانية التي تمركز خطابها علي دعوة جميع المستضعفين والمحرومين في العالم وتضع ذلك في صدر اهدافها الخارجية .
تعتبر ايران من احدي اهم دول العالم من الناحية الاستراتيجية والجيوسياسية
ان دعوة جميع العالم للتعرف علي اسس ومبادئ الثورة تعتبر من الاهداف الرئيسية للسياسة الخارجية الايرانية. رغم ان جميع الانظار تركزت علي منطقة الخليج الفارسي بعد انتصار الثورة الاسلامية للتعرف علي كيفية تاثير هذه الثورة علي هذه المناطق وتغيير الاوضاع فيها لكنه لم تتحقق نبؤات المنظرين الغربيين حول تاثير الثورة الاسلامية في ايران علي المسلمين في بقية الدول . ان السبب الاساس لعدم نجاح شعوب بقية الدول الاسلامية في الاقتداء بافكار الثورة في ايران هو محاولات حكومات تلك الدول للحيلولة دون حدوث اي تغيير علي الساحة الاجتماعية.
ومن هنا عمل نظام المقبور صدام حسين علي الحيلولة دون وقوع اي تغيير في البني الاجتماعية للعراق من خلال قمع الشيعة والكرد بشدة وقتل القادة الدينيين والاجتماعيين من امثال الشهيد اية الله محمد باقر الصدر ومن هنا ايضا يتم اعتقال علماء الشيعة في البحرين وتقمع السعودية اي تحرك مناهض للتواجد الامريكي . ولكن بعد حادثة 11 سبتامبر والتغييرات العميقة في العلاقات بين دول المنطقة والقوي السلطوية التي جاءت من وراء المحيطات بهدف اسقاط نظام صدام فتح المجال الاجتماعي اكثر فاكثر لاسيما في عقد الثمانينات .
==
المذيع الاول:
مستمعينا الافاضل ...
لقد كان حزبالله لبنان القوة الاقليمية الوحيدة التي استطاعت ان تطرد الكيان الاسرائيلي من ارض عربية واصبح هذا الحزب مفخرة للعرب والمسلمين . كما ن الشعب العراقي يشق طريقه اليوم ورغم كل الصعوبات والتحديات لتاسيس دولة عصرية تقوم علي اسس الديمقراطية اما افغانستان فان دستورها مستلهم بشكل غير مسبوق من دستور الجمهورية الاسلامية .
وفي نقاط اخري من المنطقة ، بدأنا نشهد تفتح ما كان يوصف قبل اكثر من ثلاثة عقود باسم تاثيرات الثورة الاسلامية .
اجل ان الثورة الاسلامية بتوجهاتها التوعوية والاسلامية استطاعت ان تحرك المياه الراكدة واوجدت الامل في قلوب المسلمين والعرب للوقوف بوجه الانظمة الديكتاتورية والاستبدادية .. ففي البحرين نشهد اليوم تظاهرات ومسيرات شعبية تطالب بالحقوق المدنية.
نستنتج من كل ما ذكرنا ان الثورة الاسلامية تحولت الي انموذج لدي شعوب المنطقة بفعل تاثيراتها غير المباشرة .
نتوجه الان الى ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي بيضون الاستاذ في الحوزة العلمية من لبنان ليتفضل بالاجابة على سؤالنا التالي:(السوال الاول)
*******************فاصل*******************
المذيع الثاني:
في نفس سياق التوجه العام في النظام العالمي ، فان ايران هي ايضا شأنها شأن بقية اللاعبين علي الساحة الدولية تسعي لتامين الحد الاكبر من مصالحها الوطنية والاقليمية والدولية وفيما يتعلق بالتاثير الذي تركته الثورة الاسلامية علي النظام الدولي لابد من التاكيد علي هذه النقطة وهي : ان النظام الدولي هو نظام محافظ يعمل علي الابقا ء علي الوضع القائم وانه لايتحمل ولايطيق التحركات التي تضع النظام القائم امام التحدي والخطر ...
حققت السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية نجاحات كبري ويعود ذلك الي نظام الجمهورية الاسلامية يتمتع بحالة كبيرة وفائقة من التنسيق والبرمجة علي صعيد تحقيق اهدافه .
==
مرة اخري نتوجه الي ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي بيضون بالاجابة على سؤالنا التالي:(السوال الثاني)
********************فاصل******************
المذيع الاول:
رغم اعتقاد البعض ان من الصعب التكهن بالسلوك المستقبلي للثورة ،بيد ان من الممكن تشخيص ومعرفة المسارات علي ضوء علوم المستقبل.فهناك عناصر ومقومات حول المستقبل في المعتقدات الدينية والذاكرة التاريخية الايرانية .
في بيئة تعقب الحرب الباردة ظهرت ايران قوة اقليمية في جنوب غرب اسيا وضاعفت من اهميتها من الناحية الجيوستراتيجية ، وعمقت من نفوذها في منطقتين كبيرتين اخريين اي الشرق الاوسط واسيا الوسطي والقوقاز. ونلاحظ ان سياسات ايران في كل منطقة مصممة علي اساس احتياجاتها الاقتصادية والامنية.
ان وجهة المسارات العامة في العالم المعاصر تسير في نفس الاتجاه الذي تسير فيه الثورة الاسلامية الايرانية . وتوجد اليوم في العالم اربعة مسارات وتوجهات رئيسية وهي : العولمة ، النزعة الاقليمية والنزعة الديمقراطية وفي النهاية افول ، دمكراسي گرايي و نهايتا افول العلمانية.
فالعولمة بمعناها الواقعي تعني تطبيق احدي قيم الثورة الاسلامية في اطار المهدوية. فان القيم الشيعية وقيم اهل البيت عليهم السلام هي التي ستضع نهاية لاخفاقات الانسانية.
اما النزعة الاقليمية فانها تحتاج الي نظام حكم عالمي واحد اي نفس الهدف الذي تسعي ورائه الثورة الاسلامية منذ بداية ظهورها .
بالنسبة للنزعة الديمقراطية فان الديمقراطية البرلمانية في ايران حقيقة حية وثابتة وحققت نموا كبيرا رغم وجود كافة الحواجز.
اما افول العلمانية فيعني ان المجتمعات باتت تجنح نحو الدين.ورغم ان امريكا تتهم الاسلام علي انه مصدر للحركات المتطرفة لكن الاحصاءات تبين بوضوح ان المجتمعات الغربية اصبحت تشهد منذ احداث 11 سبتمبر والحملات المسعورة ضد الاسلام جنوح الشباب بوتائر اسصرع واكبر من ذي قبل لاعتناق الدين الاسلامي الحنيف .
وبعد أن استمعنا الى ضيفنا الاستاذ علي بيضون نتوجه الان الى ضيف البرنامج سماحة الشيخ بلال شعبان الامين العام لحركة التوحيد الاسلامي من لبنان ليتفضل بالاجابة على سؤالنا التالي:(السوال الاول)
*******************فاصل*******************
المذيع الثاني:
ثمة فرص تاريخية اتاحت للثورة الاسلامية مجالات واسعة لتعريف شعوب الدول الاخرى على افكارها وتوجهاتها الاسلامية من هذه الفرص :قوة ايمان الشباب المسلم ووجود شبكات التواصل العالمية وتقديم واقع الاسلام بلغة العصر وبالاستفاىة من التكنولوجيات والتقنيات المعلوماتية، وبحوث المفكرين المسلمين حول الاديان الاخري علي اساس توسع فهم القران والدين ووجود بعض نماذج الفن الاسلامي علي مستوي العالم التي تمنح الانسان المسلم كل بواعث الغرور والاعتزاز وتنامي النزعة الاسلامية في اوروبا وامريكا ووجود اكثر من مليار مسلم في العالم لاسيما في المناطق المحيطة بايران ارض الثورة الاسلامية .
وعلي ضوء النقاط التي تقدم ذكرها فان مستقبل تعامل ايران مع النظام الدولي واضح . ويمكن الاستنتاج من مجمل ما اشير اليه ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستكون في المستقبل قادرة علي تقديم اداء افضل من الماضي . في حال :
التقليل بين فواصل الشعارات والعمل والتطبيق في مجال السياسة الخارجية فاحيانا تكون الشعارات بمستوي اقل لكن فرص تطبيقها اكثر امكانية وتناسبا . وكذلك الاهتمام بصورة اعمق في الحقائق علي صعيد الساحة الدولية .
كما ان التطلع نحو القارة الاسيوية بامكانه ان يشكل خيارا استراتيجيا ايرانيا للمستقبل فان ايران وروسيا والصين والهند تعتبر اربع دول كبري في العالم وهي قادرة علي تتقارب فيما بينها بشكل اكبر وخاص .
والان نعود الي ضيفنا سماحة الشيخ بلال شعبان لنستمع الي اجابة سؤالنا التالي:(السوال الثاني)
المذيع الاول:
اجل اذا كانت العلوم الانسانية قائمة علي توجهات الثورة الاسلامية فستلقي الدعم الاكبر من قبل الثورة وان تحقيق هذه الغاية تتطلب ارادة جادة من قبل النخب الفكرية والجامعية ..
إلي هنا ناتي الي نهاية هذه الحلقة من برنامجنا " العقد الرابع للثورة الاسلامية " ونستودعكم الله و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
==