وفي مؤتمر صحفي أعقب اجتماعا استثنائيا للناتو ركز على هذه القضية، قال ستولتنبرغ إن أي استخدام للأسلحة الكيميائية يظهر عدم احترام لحياة البشر، ويمثل انتهاكا غير مقبول للأعراف والقواعد الدولية.
وأضاف ستولتنبرغ أن "على الحكومة الروسية أن تتعاون بشكل كامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن تحقيق دولي محايد، والكشف عن برنامجها المرتبط بغاز نوفيتشوك للأعصاب".
وكان الاتحاد الأوروبي قد حث روسيا على فتح تحقيق والتعاون في إطار تحقيق دولي بشأن تسميم نافالني، ملوحا بإمكانية فرض عقوبات على موسكو.
من جهتها، أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قلقها البالغ بعدما أعلنت ألمانيا أن نافالني تعرض للتسميم بواسطة غاز الأعصاب "نوفيتشوك".
في المقابل، أعربت روسيا عن رغبتها في الحوار مع ألمانيا في قضية نافالني، للحصول على معلومات عن المادة التي تقول برلين إنه سمم بها.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الخبراء الروس يبحثون القضية، مضيفا أن الأطباء الروس الذين أشرفوا على علاج نافالني قبل نقله إلى ألمانيا كانوا أكثر شفافية من نظرائهم الألمان الذين يعالجونه الآن، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، وصف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي الدعوات لإقحام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في قضية المعارض أليكسي نافالني بالأمر المسيس والسابق لأوانه.
كما قالت هيئة التحقيق الروسية إنها طلبت من أحد فروعها في سيبيريا التحقيق في فرضية محاولة قتل نافالني.
وقال خبير روسي في علم السموم حلل الملف الطبي لنافالني الجمعة إن المعارض قد يكون ضحية مشكلة في الهضم أو تعاطي الكحول أو الإجهاد، رافضا نتيجة التسمم التي شُخصت في ألمانيا.
وأوضح ألكسندر ساباييف -وهو كبير علماء السموم في منطقة أومسك حيث عولج المعارض الأبرز للكرملين نهاية أغسطس/آب قبل نقله إلى ألمانيا- "جسده لم يتفاعل مع سم، وهذا يعني أنه لم يكن هناك سم، هذا واضح".
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن الخبير الروسي أنه لم يكشف عن أي أثر للتسمم بعد تحليل رئتي نافالني وكبده وكليتيه.
ولم يلاحظ الأطباء الروس وجود آثار لمادة "نوفيتشوك"، على عكس النتائج التي توصلت إليها السلطات الألمانية.
وكانت ألمانيا -التي تعالج نافالني في أحد مستشفياتها- قد أعلنت أنه قد سمم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"، وأن الفحوص المخبرية التي أجريت في مختبر عسكري أظهرت ما سمته برلين دليلا قاطعا على وجود مشتقات من مجموعة "نوفيتشوك" لغاز الأعصاب.
ومَرِض نافالني (44 عاما) -المحامي الذي يعد بين أشد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- عندما كان في رحلة جوية الشهر الماضي، وخضع للعلاج بمستشفى في سيبيريا، قبل إجلائه إلى برلين.
يشار إلى أن روسيا لم تفتح بعد تحقيقا جنائيا، وتنفي وجود أدلة على وقوع أي جريمة، وقد رفض الكرملين التهم الموجهة إليه بالوقوف وراء تسميم زعيم المعارضة.