وحث الرئيس الأميركي -في تجمع انتخابي بولاية كارولينا الشمالية- الناخبين على التصويت مرتين، الأولى عبر البريد والثانية في مركز الاقتراع، وذلك من أجل اختبار متانة النظام في مواجهة التزوير على حد قوله.
وقال ترامب "أرسلوا بطاقة الاقتراع عبر البريد مبكرا، ثم اذهبوا واقترعوا. في حال لم تكن بطاقتكم قد جُدولت بعد، فسيتم احتساب صوتكم. لا يمكنكم أن تسمحوا لهم بسرقة صوتكم، هؤلاء الناس يلعبون السياسة القذرة، لذلك إن كان لديكم بطاقة اقتراع غيابي، فأرسلوها".
وكرر الرئيس الأميركي في الفترة الماضية تشكيكه في أن التصويت عبر البريد بكثافة في الانتخابات المقبلة بسبب جائحة فيروس كورونا، قد يفتح الباب أمام تزوير أصوات الناخبين، كما انضم وزير العدل الأميركي ويليام بار إلى الرئيس ترامب في التشكيك بالتصويت عبر البريد قائلا إنه قد يعرّض الانتخابات للتزوير.
في المقابل، رفض مسؤولو مجلس الانتخابات في ولاية كارولينا الشمالية التعليق على تصريحات الرئيس، وقالت مديرة مجلس الانتخابات في الولاية كارين برينسون بيل إن من غير القانوني التصويت مرتين'>التصويت مرتين في الانتخابات، وقال المجلس إن من يقوم بذلك سيعرض نفسه للملاحقة القانونية.
كما انتقد السيناتور الديمقراطي البارز بيرني ساندرز بشدة دعوة ترامب، وقال إن الرئيس "يدعو اليوم سكان ولاية كارولينا الشمالية لارتكاب جريمة من خلال التصويت مرتين"، وأضاف أن ترامب "رئيس لا يؤمن بالديمقراطية وهو مستبد تجب هزيمته".
وينفي خبراء ومسؤولو الانتخابات في الولايات المتحدة وجود مكامن ضعف في عملية التصويت عبر البريد، أو كونها عرضة للتزوير، كما وصفوا دعوة ترامب للتصويت مرتين بأنها غير قانونية.
واستلم المجلس الانتخابي لولاية كارولينا الشمالية استلم حتى الآن أكثر من 600 ألف طلب لبطاقات اقتراع غيابي، وثمة توقعات بأن يصوّت ما يقرب من 40% من الناخبين في الولاية عبر البريد.
وستكون كارولينا الشمالية أولى الولايات الأميركية التي تبدأ عملية الاقتراع هذا العام، وقد وضع المسؤولون فيها إجراءات لتوسيع التصويت الغيابي وتسهيله على الناخب، منها إطلاق موقع إلكتروني يسمح بطلب بطاقة الاقتراع عبره.
والتصويت عبر البريد أو التصويت الغيابي ليس جديدا على النظام الانتخابي الأميركي، لكن الاعتماد عليه بشكل واسع هذه المرة حوّله إلى قضية جدلية قد تكون لها تبعات حتى على النتيجة، مما حدا بالمسؤولين في عدة ولايات أميركية العمل على توعية الناخبين بالإجراءات اللازمة لضمان وصول بطاقات الاقتراع وفرزها في الموعد المحدد.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركي إن وسائل الإعلام الروسية ومجموعات أخرى تقوم بتضخيم المخاوف من التصويت عبر البريد، من أجل تقويض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وتوقعت الوزارة -في تقرير لها- أن تستمر روسيا في تهويل الانتقادات بشأن التصويت عبر البريد، لضرب ثقة الأميركيين في الانتخابات.