وذكر التقرير أن "هذه المجموعة من الوثائق والتي وافق المسؤولون في الجانب الامريكي على اعادتها كبادرة حسن نية تجاه رئيس الوزراء الجديد، تعتبر مصدرا مفيدا جدا للأفراد العراقيين ووسيلة للانتقال نحو المصالحة بين الانقسامات العميقة في المجتمع العراقي، لكن ومع التحدي المتمثل للحالة المشحونة في الوقت الحالي للاوضاع في بغداد، سيتم تخزين الارشيف في البداية في مكان مغلق وسري دون فتحه".
وقال مسؤول عراقي في بغداد لم يتم الكشف عن هويته "نأمل في ان يتم ترتيب البناء المؤسسي في المكان الذي قد تكون فيه هذه الأوراق متاحة لعامة الناس ، ولا سيما الباحثين للمساعدة في تثقيفنا جميعًا بشأن أهوال النظام البعثي"، مضيفا "نتمنى ان تكون هذه دراسة ثانية وليس انتقاما ثانيا وقد يستغرق هذا النوع من الاعدادات لذلك بعض الوقت".
وقال مسؤول بالخارجية العراقية إن "العراق طلب إعادة الأرشيف وأن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على أن أيًا من الوثائق التي تم إرجاعها في عام 2013 قد أسيء استخدامها".
على الجانب الامريكي "صرح مسؤول قسم الولاية على الارشيف الذي تم اعادته امس"إنه جزء من ارشيفهم نتيجة لماضيهم التاريخي، فالعراق دولة ذات سيادة، وهم بحاجة إلى أن يكونوا مسؤولين عن أي احتياطات ينبغي أن يحبطوا بها إساءة الاستخدام المحتملة لهذه الوثائق".
واوضح التقرير أن "الوثائق تم تغليفها بشكل سري خوفا من اعتراض الشحنة في مطار بغداد وقد اصبحت الوثائق مؤمنة باحكام في مكان غير معروف داخل العاصمة العراقية، فيما قال السيد مونتغمري المسؤول عن الوثائق" يستحق العراق إرثه التاريخي مرة أخرى، وسيكون لدينا بعض الثقة في أن سلطات الكاظمي ستتعامل معهم بمسؤولية". ومع ذلك، فإن ما يحدث بعد انتهاء رئاسة الوزراء قد يكون إشكاليًا".
وبين التقرير الى ان "الارشيف تم شحنه عام 2005 الى الولايات المتحدة بمساعدة كنعان مكية المؤيد للغزو الامريكي، المكان الذي تم تخزينها فيه في البداية فرجينيا الغربية. هناك، قام أحد مقاولي البنتاغون بتوظيف السكان لإعدادهم ورقمنتها بمساعدة الباحثين الناطقين بالعربية، فيما يعتقد بعض الضباط الأمريكيين أن النسيج قد يقدم أدلة تتعلق بالتمرد الناشئ في العراق، وفي النهاية، تم إرسال الأرشيف إلى مؤسسة هوفر، وهي مؤسسة افتراضية ذات ميول محافظة في كلية ستانفورد في كاليفورنيا. تم الإشراف على الدخول إلى الأوراق باهتمام؛ ولم يتم نشر أيا من الأوراق على الإنترنت ويجب على الباحثين الموافقة على عدم توزيع تفاصيل خاصة عن العراقيين في الغرب، فيما تحتفظ مؤسسة هوفر بنسخة مصورة كاملة للارشيف".
يذكر أن هذا الارشيف تم العثور عليه في قبو داخل نصب تذكاري لمؤسس البعث ميشيل عفلق اثناء عمليات التفتيش وتم اكتشافه من قبل كنعان مكية ورئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، حينما كان بصحبته في ذلك الوقت، حيث عمل الكاظمي ومجموعة صغيرة من المتطوعين لفهرسة ومسح الأرشيف، والذي يحتوي على معلومات عن العاملين في التجمعات الاجتماعية، والمراسلات الداخلية، وقوائم المخبرين وحتى ملف الأسر العراقية التي تم أسر أبنائها ضمن حرب الثمانية اعوام مع ايران.