وفي رسالة وجهها الاحد، يوم عاشوراء، اعتبر الرئيس روحاني مراسم محرم بانها ليست للشيعة فقط بل لكل ابناء الشعب الايراني وجميع احرار العالم، حيث يوجه المجتمع، خارج حدود الزمان والمكان، نحو الاخلاق والحرية والايمان بالخير.
وقال، ان عاشوراء ليس بحاجة الى احياء بل هو نفسه ماء الحياة الخالدة التي تمنح الحياة والروح لكل المجتمعات. نحن الذين نكتسب الحياة من ملحمته ونتجدد في مراسم عزائه ونحن الذين نمضي نحو الكمال من اعادة قراءته.
واكد رئيس الجمهورية بان الحسين (ع) بالنسبة لنا هو سفينة النجاة واسمه يمنحنا السمعة وطريقه يعد السبيل الى الهدف واضاف، ان من سعادتنا الكبرى نحن الايرانيين ان ثقافتنا ممتزجة بعاشوراء. ان من فخرنا اننا نحيي كل عام ذكرى هذه الملحمة الوحيدة الكبرى. نثمن الصمود والثبات امام الظلم. نبكي على المظلوم ونتعلم بان الفلاح ليس سوى الحرية. ان من مفاخر شعبنا الكبرى ان اعظم مراسمه واكثرها شمولا وحضوره الجماعي الاكبر هيبة، هي في الخضوع الحقيقي امام الحرية.
واضاف: نحن شعب عظيم لان ثقافتنا العريقة، وما يمنحنا الهوية، زاخر بالاخلاق والقيم المعنوية. محرم طاقة ثقافية لامتناهية للسمو المعنوي للايرانيين، طاقة باقية يمكنها التقدم بايران نحو بناء مجتمع متمحور حول الحق وباحث عن الحقيقة. نحن لا يمكننا ولا ينبغي ان نتخلى عن هذا النبع الفوار، هذه الطاقة منقطعة النظير، هذه الثقافة الشامخة، لان كل ما عندنا هو من محرم وصفر.
واشار رئيس الجمهورية الى ان تفشي فيروس كورونا قد غيّر كل اوجه الحياة في انحاء العالم ولم يبق امام الانسان اليوم سوى ان يكون اكثر مواءمة ومرونة واضاف، ان المواءمة مع الظروف المستجدة والتزام التوصيات الصحية، لا يعد مسؤولية مواطنة فقط بل امر اخلاقي وديني، وكان المتوقع ان يكون المواطنون المؤمنون طليعيين سواء في اداء المسؤولية او في الالتزام بالاخلاق، وهو الامر الذي تحقق لله الحمد. ان هيبة المراسم العاشورائية لم تكن فقط في التجمعات ولا الصفوف الطويلة ولا في المراسم الكثيرة الزاخرة بالمشاركبن، بل ايضا في الابداع والافكار التي تريد في كل زمان وظرف احياء ذكرى سيد الشهداء (ع) في القلوب والالسن.