روى أن الحسين (عليه السلام) دعا: «اللهم انا اهل بيت نبيك وذريته وقرابته، فاقصم من ظلمنا وغصبنا حقنا انك سميع قريب».
فسمع محمد بن الأشعث وقال: اي قرابة بينك وبين محمد؟
فقرأ الحسين (عليه السلام): «ان الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين / ذرية بعضها من بعض» (۱).
ثم قال: «اللهم ارني فيه هذا اليوم ذلا عاجلاً» (۲).
وروى البحراني انه (عليه السلام) بعد تلاوة الآية قال: والله ان محمداً لمن آل ابراهيم، وان العترة الهادية لمن آل محمد.
من الرجل؟
فقيل: محمد بن الأشعث بن قيس الكندي فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه الى السماء فقال: «اللهم ار محمد ابن الاشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزه بعد هذا اليوم ابداً، فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز فسلك الله عليه عقرباً فلدغته فمات بادي العورة»(۳).
وفي رواية اخرى قال (عليه السلام): «اللهم اذل محمد ابن الأشعث في هذا اليوم ذلا عاجلاً ولا تعزه بعد هذا اليوم ابداً» (٤)
وقال ابن نما: جاء رجل فقال: اين الحسين؟
فقال: «ها انا ذا».
قال: ابشر بالنار تردها الساعة.
قال: «ابشر برب رحيم، وشفيع مطاع، من انت»؟
قال: انا محمد بن الأشعث.
قال: «اللهم ان كان عبدك كاذباً فخذه الى النار، اجعله اليوم آية لأصحابه».
فما هو الا ان ثنى عنان فرسه فرمى به وثبتت رجله في الركاب، فضربه حتى قطعه ووقعت مذاكره في الأرض، فوالله لقد عجبت من سرعة اجابة دعائه(٥).
*******
(۱) آل عمران: ۳۳.
(۲) المناقب لابن شهرآشوب ٥۸:٤، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ۲٤۹:۱، ذكر بعد دعاؤه على مالك بن جويرة ولم يذكر الآية ، بحار الأنوار ۳۰۲:٤٥.
(۳) العوالم ۱٦٦:۱۷.
(٤) معالي السبطين ۳٥۸:۱، أسرار الشهادة ۲۷۳.
(٥) مثير الأحزان: ٦٤، بحار الأنوار ۳۱:٤٥، العوالم ۲٤۷:۱۷.
*******
المصدر: نقلاً عن كتاب الصحيفة الحسينية، اعداد: محمد علي الهمداني، الناشر: مؤسسة البلاغ