وأبره يا مبير الأمم واخذله يا خاذل الفرق الباغية وابتر عمره وابتزه ملكه وعف اثره واقطع خبره واطف ناره واظلم نهاره وكور شمسه وازهق نفسه واهشم سوقه وجب سنامه وارغم انفه وعجل حتفه ولا تدع له جنة الا هتكتها ولا دعامة الا قصمتها ولا كلمة مجتمعة الا فرقتها ولا قائمة علو الا وضعتها ولا ركنا الا اوهنته ولا سبباً الا قطعته وارنا انصاره عباديد بعد الألفة وشتى بعد اجتماع الكلمة ومقنعي الرؤوس بعد الظهور على الامة واشف بزوال امره القلوب النغلة والافئدة اللهفة والامة المتحيرة والبرية الضائعة واحي ببواره الحدود المعطلة والسنن الدائرة والاحكام المهملة.
والمعالم المغيرة والآيات المحرفة والمدارس المهجورة والمحاريب المجفوة والمساجد المهدمة واشبع به الخماص الساغبة واروبه اللهوات اللاغبة والاكباد الظامية وارح به الاقدام المتعبة واطرقه بليلة لا اخت لها وبساعة لا مثوى فيها وبنكبة لا انتعاش معها وبعثرة لا اقالة منها وابح حريمه ونغص نعيمه وأره بطشتك الكبرى ونقمتك المثلى وقدرتك التي فوق قدرته وسلطانك الذي هو اعز من سلطانه واغلبه لي بقوتك القوية ومحالك الشديد وامنعني منه بمنعك الذي كل خلق فيه ذليل وابتله بفقر لا تجبره وبسوء لا تستره وكله الى نفسه فيما يريد انك فعال لما تريد وابرئه من حولك وقوتك وكله الى حوله وقوته وازل مكره بمكرك وارفع مشيته بمشيتك واسقم جسده وايتم ولده وانقص اجله وخيب امله وازل دولته واطل عولته واشغل شغله في بدنه ولا تفكه من حزنه وصير كيده في ضلال وامره الى زوال ونعمته الى انتقال وجده في سفال وسلطانه في اضمحلال وعاقبته الى شر مآل وامته بغيظه ان امته وابقه بحسرته ان ابقيته وقني شره وهمزه ولمزه وسطوته وعدواته والمحه لمحة تدمر بها عليه فانك اشد باساً واشد تنكيلاً».
*******
المصدر: نقلاً عن كتاب الصحيفة الحسينية، اعداد: محمد علي الهمداني، الناشر: مؤسسة البلاغ