يا من عفا عن عظيم الذنوب بحلمه، يا من اسبغ النعماء بفضله (۳٥)، يا من اعطى الجزيل بكرمه، يا عدتي في شدتي (۳٦)، يا صاحبي في وحدتي، يا غياثي في كربتي، يا وليي في نعمتي، يا الهي واله آبائي: ابراهيم، واسماعيل واسحق ويعقوب، ورب جبرائيل وميكائيل [وميكال] واسرافيل، ورب محمد خاتم النبيين وآله المنتجبين [و] منزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان، ومنزل كهيعص وطه ويس والقرآن الحكيم، انت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها (۳۷)، وتضيق بي الارض برحبها [بما رحبت] ولو لا رحمتك لكنت من الهالكين، وانت مقيل عثرتي (۳۸)، ولو لا سترك اياي لكنت من المفضوحين، وانت مؤيدي بالنصر على اعدائي ولو لا نصرك اياي [لي] لكنت من المغلوبين.
يا من خص نفسه بالسمو والرفعة، فأولياؤه بعزه يعتزون، يا من جعلت له الملوك نير المذلة على اعناقهم (۳۹)، فهم من سطواته خائفون، يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وغيب ما تأتي به الازمنة والدهور، يا من لا يعلم كيف هو الا هو، يا من لا يعلم ما هو الا هو، يا من لا يعلمه الا هو [يا من لا يعلم ما يعلمه الا هو] يا من كبس الارض على الماء (٤۰) [وسد الهواء بالسماء (٤۱) يا من له اكرم الاسماء يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابداً] يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر ومخرجه من الجب (٤۲) وجاعله بعد العبودية ملكاً، يا راده على يعقوب بعد ان ابيضت عيناه من االحزن فهو كظيم يا كاشف الضر والبلوى عن ايوب و[يا] ممسك يدي ابراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنه وفناء عمره، يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيى ولم يدعه فرداً وحيداً، يا من اخرج يونس من بطن الحوت، يا من فلق البحر لبني اسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين، يا من ارسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته، يا من لم يعجل على من عصاه من خلقه، يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود وقد غدوا في نعمته يأكلون رزقة ويعبدون غيره وقد حادوه ونادوه (٤۳) وكذبوا رسله.
(۳٥) اسبغ عليه النعم: وسع واتم عليه جميع ما يحتاجه.
(۳٦) العدة بالضم: ما يستعد به الانسان من مال او سلاح.
(۳۷) الكهف بالفتح: الملجأ، والعي: العجز.
(۳۸) مقيل العثرة: الذي يصفح عن الذنوب ومنه الحديث: «من اقال مؤمناً اقاله الله يوم القيامة».
(۳۹) النير: الخشبة التي توضع على عنق الثور.
(٤۰) الكبس على الشيء: الشد والضغط عليه.
(٤۱) وهو الغلاف الجوي الذي يمنع من تسرب الهواء من الأرض.
(٤۲) الجب: البثر والحفرة العميقتين.
(٤۳) حاده: غضبه واظهر العداوة له، نادوه: اي جعلوا له نداً وشريكاً.