غير اني [يا الهي] اشهد بجهدي وجدي، ومبلغ طاعتي [طاقتي] ووسعي، واقول مؤمناً موقناً الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً فيكون موروثاً، ولم يكن له شريك في ملكه فيضاده فيما ابتدع، ولا ولي من الذل فيرفده فيما صنع (۲٤)، فسبحانه سبحانه [لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا] (۲٥) وتفطرتا (۲٦) سبحان الله الواحد الأحد، الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً احد، الحمد لله حمداً يعادل حمد ملائكته المقربين وانبيائه المرسلين وصلى الله على خيرته محمد خاتم النبيين، وآله الطيبين الطاهرين المخلصين وسلم.
ثم شرع الحسين (عليه السلام) في مسألة البارىء (عزوجل) وأخذ يدعو الله ويقول بعد ان جرت الدموع على وجناته المتلألئة:
«اللهم اجعلني اخشاك، كأني اراك، واسعدني بتقواك، ولا تشقني بمعصيتك، وخر لي (۲۷) في قضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا احب تعجيل ما اخرت ولا تأخير ما عجلت، اللهم اجعل غناي في نفسي، واليقين في قلبي، والاخلاص في عملي، والنور في بصري، والبصيرة في ديني، ومتعني بجوارحي، واجعل سمعي وبصري الوارثين مني، وانصرني على من ظلمني، وأرني فيه ثاري ومآربي (۲۸)، واقر بذلك عيني.
اللهم اكشف كربتي، واستر عورتي، واغفر لي خطيئتي، واخساً شيطاني (۲۹)، وفك رهاني، واجعل لي - يا الهي- الدرجة العليا في الآخرة والأولى، اللهم لك الحمد كما خلقتني، فجعلتني سميعاً بصيراً، ولك الحمد كما خلقتني، فجعلتني خلقاً [حياً] سوياً، رحمةً بي وقد كنت عن خلقي غنياً.
(۲٤) رفده، وأرفده: اعطاه.
(۲٥) سورة الأنبياء، الآية: ۲۲.
(۲٦) تفطر: انشق.
(۲۷) اللهم خر لي: اي اختر لي اصلح الأمرين.
(۲۸) الثار من ثار من باب منع الدم، والمآرب جمع مأرب، بتثليت الراء: الحاجة.
(۲۹) خسأ من باب منع: طرد.