ولقد ازاحت وزارة الدفاع الايرانية ودعم القوات المسلحة الستار ضمن احتفالية يوم الصناعة الدفاعية وللمرة الاولى عن المحرك التوربيني "جهش 700" بالاضافة الى خط إنتاج المحركات الوطني من طراز "اوج"، والذي تم الكشف عنه في وقت سابق. وفي الوقت نفسه، عُرض لأول مرة صاروخ باليستي باسم "الحاج قاسم" وصاروخ كروز بحري يسمى "أبو مهدي".
في هذا التقرير بمراجعة فنية لهذه الانجازات الثلاثة.
كان لدى القوات المسلحة الإيرانية أنواع مختلفة من صواريخ كروز البحرية بمدى مختلف يبدأ من 25 حتى 350 كم. حيث يمكن إطلاق هذه الصواريخ على الأهداف البحرية من مجموعة متنوعة من المنصات البحرية والبرية وأحيانًا الجوية ، لكن الصاروخ الجديد يتمتع بميزة مهمة جداً، وهي زيادة مدى صواريخ كروز البحرية الإيرانية الى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه من قبل، أي الى 1000 كيلومتر.
وحتى الآن، فإن أطول مدى صواريخ كروز مضادة للسفن تم صنعها في إيران هو صاروخ "رعد" بمدى 350 كيلومترًا وصاروخ "قدير" بمدى 300 كيلومتر، ولكن نظرًا لحجم صاروخ رعد الكبير، لم يكن بالامكان استخدامه كصاروخ إطلاق وحامل، ونتيجة لذلك لم يتم إنتاجه على نطاق واسع.
لكن خبراء الدفاع في البلاد نجحوا الان في تطوير صاروخ كروز بعيد المدى بحركة ذكية واستخدام منصة صواريخ كروز ضد الأهداف الأرضية من فئة "سومار". صواريخ كروز "سومار" و"هويزة" (بمدى 1350 كم) و "مشكاة" (بمدى 2000 كم، لم تُنشر صورة لها بعد) من بين صواريخ كروز الأرضية الإيرانية.
تم تصميم هذه الصواريخ في الأصل للمدى البعيد، لذلك فقط عن طريق تغيير نظام الاستهداف الخاص بها واستخدام الرادار النشط (لصواريخ كروز البحرية)، وتغيير نوع الرأس الحربي إلى نوع خاص بلعمليات المضادة للسفن وإلغاء أنظمة الملاحة والتوجيه لصواريخ كروز الأرضية ( TERCOM و DSMAC) واستخدام نظام ملاحة GPS / INS المتكامل جعل من الممكن الحصول على صاروخ كروز مضاد للسفن بمدى مماثل.
أصبحت هذه الإمكانية التقنية حقيقة واقعة في العمل مع صاروخ "أبو مهدي" ، وتم تحقيق مدى يزيد عن 1000 كم للصواريخ الإيرانية المضادة للسفن. وأدى ذلك إلى مضاعفة الاذرع الطويلة لإيران ثلاث مرات في الدفاع الآني عن سواحلها ضد سفن العدو المهاجمة.
يستخدم صاروخ أبو مهدي محرك نفاث من فئة "طلوع" والتي لها تاريخ طويل وقوي من العمليات في طائرات كرار بدون طيار، ونظرًا لقدرات التحكم المناسبة في الدفع لهذا النوع من المحركات ووجود وقود كافٍ يتم وضعه في الهيكل الأكبر لصاروخ كروز الجديد، وكذلك نوع الأجنحة، فإن صاروخ أبو مهدي قادر على الطيران بمجموعة متنوعة من نطاقات السرعة.
وعلى عكس الصواريخ من فئة "نور"، التي تستخدم أجنحة مثلثة في منتصف جسم الصاروخ، يستخدم صاروخ أبو مهدي أجنحة مستطيلة ذات رأس دائري يبرز من داخل جسم الصاروخ. كما أن أجنحة التحكم الصغيرة في هذا الصاروخ ثلاثية ومثبتة في نهاية جسم الصاروخ، والتي تختلف أيضًا عن الصواريخ الإيرانية التقليدية المضادة للسفن السابقة. ومعزز الوقود الصلب الذي يوفر التسارع الأولي لهذا الصاروخ، بدلاً من الأجنحة شبه المنحرفة في صواريخ نور، يستخدم تصميم الأجنحة الشبكية، والتي تتميز بتصميم أكثر تقدمًا، وبالطبع وزن أقل.
المدى العالي لهذا الصاروخ واستخدام أنظمة ملاحية متطورة تجعل من الممكن إطلاق النار من عمق أكبر في البلاد في النماذج الساحلية، مما يجعل من الصعب على العدو العثور على القاذفات قبل إطلاق النار. وبالإضافة إلى ذلك ، تتيح هاتان الميزتان لصاروخ أبو مهدي إمكانية اختيار طرق مختلفة للوصول إلى الهدف وحتى مهاجمة سفينة العدو من الجانب الآخر.
ولأن صاروخ أبو مهدي هو في الواقع جيل من صواريخ كروز الارضية، فإنه يتمتع بقدرات طيران كافية للطيران على ارتفاعات منخفضة وقريبة من منسوب المياه، بمساعدة أجهزة قياس الارتفاع بالرادار. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يبدأ الصاروخ في الطيران بالقرب من الماء على مسافة أكبر من الهدف مقارنة بالطرازات السابقة المضادة للسفن، وذلك بسبب وجود المزيد من الوقود، مما يساعد على إخفائه عن أنظار بعض أجهزة استشعار العدو.
يبلغ قطر صاروخ أبو مهدي 55 سم وهو رقم مشابه لاقطار كلاً من صاروخي هويزة وسومار لكنه يتمتع بمساحة أكبر لتثبيت هوائي كاشف رادار داخل هيكله، يمتلك رادار الصاروخ أيضًا القدرة على البحث عن الأهداف واختيار هدف بحري، بالإضافة إلى القدرة على قفل المنشآت الساحلية للعدو.
حاليًا، يُطلق صاروخ أبو مهدي المضاد للسفن فقط من منصات إطلاق ساحلية، ولكن في المستقبل القريب، سيتم تثبيت هذا الصاروخ على السفن الحربية للبلاد بدلاً من الصواريخ السابقة. وبالطبع ، المدى العالي جدًا لهذا الصاروخ يعادل الآن سفينة مقاتلة تحمل صواريخ قدير تبعد أكثر من 700 كيلومتر عن الساحل، ويمكن لهذا الصاروخ أن يغطي بسهولة جميع السواحل الجنوبية للخليج الفارسي من أعماق البلاد.
وأخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن استخدام المنصات السابقة (مثل المنصة المستخدمة في صاروخ هويزه) يقلل من تكاليف البحث والتطوير، بما في ذلك وقت عملية التصميم والبناء والاختبار والإنتاج، وهو أمر واضح ومنطقي.