وجوب الهجرة:
وَالْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلَى حَدِّهَا الاَْوَّلِ، مَا كَانَ لله فِي أَهْلِ الاَْرْضِ حَاجَةٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ الاُْمَّةِ وَمُعْلِنِهَا، لاَ يَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلَى أَحَدٍ إلاَّ بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ في الاَْرْضِ، فَمَنْ عَرَفَهَا وَأَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ، وَلاَ يَقَعُ اسْمُ الاسْتِضْعَافِ عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ فَسَمِعَتْهَا أُذُنُهُ، وَوَعَاهَا قَلْبُهُ.
صعوبة الايمان:
إِنَّ أَمْرَنا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ، لاَ يَحْمِلُهُ إِلاَّ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلاِيمَانِ، وَلاَ يَعِي حَدِيثَنَا إِلاَّ صُدُورٌ أَمِينَةٌ، وَأَحْلاَمٌ رَزِينَةٌ.
علم الوصي:
أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني، فَلاََنَا بِطُرُقِ السَّماءِ أَعْلَمُ مِنِّي بِطُرُقِ الاَْرْضِ، قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا، وَتَذْهَبُ بِأَحْلاَمِ قَوْمِهَا.
وَقَالَ عليه السلام:
وَقَدْ رَجَعَ مِنْ صِفِّينَ، فَأَشْرَفَ عَلَى اَلْقُبُورِ بِظَاهِرِ اَلْكُوفَةِ: يَا أَهْلَ اَلدِّيَارِ اَلْمُوحِشَةِ، واَلْمَحَالِّ اَلْمُقْفِرَةِ، واَلْقُبُورِ اَلْمُظْلِمَةِ، يَا أَهْلَ اَلتُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ اَلْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ اَلْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ اَلْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ، ونَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ، أَمَّا اَلدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وأَمَّا اَلْأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وأَمَّا اَلْأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ، هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ، ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْكَلاَمِ لَأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ خَيْرَ اَلزَّادِ اَلتَّقْوَى.
وقال عليه السلام في كلماته القصار:
إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، واجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ، وابْنُوا لِلْخَرَابِ.