يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ وتَفَرَّدَ بِالْكِبْرِياءِ والْالاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ في كِبْرِياءِ هَيْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الْاَوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ اِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ اَبْصارِ الْاَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، ووَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خيفَتِهِ.
اَسْأَلُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتي لا تَنْبَغي إلاَّ لَكَ، وبِما وَاَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعيكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وبِما ضَمِنْتَ الْاِجابَةَ فيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعينَ، يا اَسْمَعَ السَّامِعينَ ويا اَبْصَرَ الْمُبْصِرينَ، ويا اَنْظَرَ النَّاظِرينَ ويا اَسْرَعَ الْحاسِبينَ، ويا اَحْكَمَ الْحاكِمينَ، ويا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.