عن الرضا، عن آبائه، عن الحسين (عليهم السلام): انّ اعرابيّاً جاء الى علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فشكا اليه الفقر وَالخلّة، فقال له علي (عليه السلام): عليك بالاستغفار يا اعرابي، فانّ اللّه تعالى ذكره يقول:
«اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا» (۱).
فقال الاعرابي: انّي لاستغفر الله كثيراً وَما ارى مالي يزداد.
قال (عليه السلام): لعلك لا تحسن ان تستغفر.
قال: فعلّمني يا امير المؤمنين.
قال: يا اعرابي اذا اويت الى فراشك فقل:
اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ قَوِيَ عَلَيْهِ بَدَني بِعافِيَتِكَ، اَوْ نالَتْهُ قُدْرَتي بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ، اَوْ بَسَطْتُ اِلَيْهِ يَدي بِسابِغِ رِزْقِكَ، اَوِ اتَّكَلْتُ فيهِ عِنْدَ خَوْفي مِنْهُ عَلى اَناتِكَ، اَوْ وَثِقْتُ فيهِ بِحِلْمِكَ، اَوْ عَوَّلْتُ فيهِ عَلى كَريمِ عَفْوِكَ.
اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ خُنْتُ فيهِ اَمانَتي، اَوْ نَجَّسْتُ بِفِعْلِهِ نَفْسي، اَوِ احْتَطَبْتُ بِهِ عَلى بَدَني، اَوْ قَدَّمْتُ فيهِ لَذَّتي، اَوْ اثَرْتُ فيهِ شَهْوَتي، اَوْ سَعَيْتُ فيهِ لِغَيْري،اَوِ اسْتَغْوَيْتُ اِلَيْهِ مَنْ تَبِعَني، اَوْ غَلَبْتُ عَلَيْهِ بِفَضْلِ حيلَتي، اَوْ اَحَلْتُ عَلَيْكَ فيهِ مَوْلاىَ، فَلَمْ تَغْلِبْني عَلى فِعْلي اِذْ كُنْتَ كارِهاً لِمَعْصِيَتي، لكِنْ سَبَقَ عِلْمُكَ بِفِعْلى، فَحَلُمْتَ عَنّي، لَمْ تُدْخِلْني فيهِ جَبْراً، وَلَمْ تَحْمِلْني عَلَيْهِ قَهْراً، وَلَمْ تَظْلِمْني فيهِ شَيْئاً.
وابك يا اعرابي وَان لم تجد البكاء فتباك.
قال الحسين (عليه السلام): فغاب عنّا الاعرابي سنة، ثمّ عاد الينا فقال: يا امير المؤمنين قد كثر مالي لا أجد موضعاً اشدّ فيه ابلي وَغنمي وَاضع فيه مالي كثرة.
(۱) نوح: ۱۰-۱۲.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية