اَللَّهُمَّ وَكَمْ مِنْ حاسِدِ سَوْءٍ تَوَلَّني بِحَسَدِهِ، وَسَلَقَني (۲۸) بِحَدِّ لِسانِهِ، وَوَخَزَبي (۲۹) بِغَرْبِ عَيْنِهِ (۳۰)، وَجَعَلَ عِرْضي غَرَضاً لِمَراميهِ، وَقَلَّدَني خِلالاً لَمْ تَزَلْ فيهِ كَفَيْتَني اَمْرَهُ.
اَللَّهُمَّ وَكَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ، وَعُدْمٍ وَاِمْلاقٍ جَبَرْتَ (۳۱) وَاَوْسَعْتَ، وَمِنْ صَرْعَةٍ اَقَمْتَ، وَمِنْ كُرْبَهٍ نَفَّسْتَ، وَمِنْ مَسْكَنَةٍ حَوَّلْتَ، وَمِنْ نِعْمَةٍ خَوَّلْتَ، لا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ، وَلا بِما اَعْطَيْتَ تَبْخَلُ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَبَذَلْتَ، وَلَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ، وَاسْتُميحَ فَضْلُكَ فَما اَكْدَيْتَ.
اَبَيْتَ اِلّا اِنْعاماً وَامْتِناناً وَتَطَوُّلاً، وَاَبَيْتُ اِلّا تَقَحُّماً عَلى مَعاصيكَ وَانْتِهاكاً لِحُرُماتِكَ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ، وَغَفْلَةً مِنْ وَعيدِكَ، وَطاعَةً لِعَدُوّي وَعَدُوِّكَ، لَمْ تَمْتَنِعْ عَنْ اِتْمامِ اِحْسانِكَ وَتَتابُعِ امْتِنانِكَ، وَلَمْ يَحْجُزْني ذلِكَ عَنِ ارْتِكابِ مَساخِطِكَ.
(۲۸) سلقه بالكلام سلقاً: آذاه، وهو شدّة القول باللسان.
(۲۹) وخزني (خ ل)، اقول: الوخز: الطعن.
(۳۰) بقرف (خ ل)، اقول: قرف فلاناً اذا عابه واتـّهم، الغرب: حدّة الغضب واسم لمقدّم العين ومؤخـّرها، والنظر بغرب العين، كناية عن الغضب والتهديد.
(۳۱) ضرّ بي جبرت (خ ل).