عن الصادق (عليه السلام): انّ الناس لمّا رجفوا (۱) للقتال يوم صفين، استقبل اميرالمؤمنين (عليه السلام) القبلة وَقال:
اَللَّهُمَّ رَبَّ هذَا السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (۲)، وَالْجَوِّ الْمَكْفُوفِ الَْمحْفُوظِ، الَّذي جَعَلْتَهُ مَغيضَ (۳) اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَجَعَلْتَ فيها مَجارِيَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَمَنازِلَ الْكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ، وَجَعَلْتَ ساكِنَهُ سِبْطاً (٤) مِنَ الْمَلائِكَةِ، لا يَسْأَمُونَ الْعِبادَةَ.
وَرَبَّ هذِهِ الْاَرْضِ الَّتي جَعَلْتَها قَراراً لِلنَّاسِ وَالْاَنْعامِ وَالْهَوامِّ، وَما نَعْلَمُ وَما لا نَعْلَمُ، مِمَّا يُرى وَمِمَّا لا يُرى مِنْ خَلْقِكَ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْجِبالِ الَّتي جَعَلْتَها لِلْاَرْضِ أَوْتَادًا، وَلِلْخَلْقِ مَتَاعًا، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ الْمُحيطِ بِالْعالَمِ.
وَرَبَّ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ، وَرَبَّ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ، اِنْ اَظْفَرْتَنا عَلى عَدُوِّنا، فَجَنِّبْنا الْكِبْرَ وَسَدِّدْنا لِلرُّشْدِ، وَاِنْ اَظْفَرْتَهُمْ عَلَيْنا فَارْزُقْنَا الشَّهادَةَ، وَاعْصِمْ بَقِيَّةَ اَصْحابي مِنَ الْفِتْنَةِ.

(۱) رجف القوم: تهيّأ وا للحرب.
(۲) المراد به المساء.
(۳) من غاض الماء اذا نقص، كأنّ هذا الجوّ منبع الضياء والظلام وهو مغيضها كما يغيض الماء في البئر.
(٤) السبط: القبيلة.