نتأمل معا في هذا اللقاء بقصة الأخت الكريمة فاطمة أحمديان فر التي أنجاها الله عزوجل من ضلالات البهائية وظلماتها ونقلها إلى أنوار الحياة الطيبة، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، قبل أن ننقل لكم قصة هذه الأخت الكريمة، نشير إلى فرقة البهائية هي من الفرق المبتدعة التي أوجدها الإستعمار البريطاني وأحدث بها فتنة لإضعاف أتباع مذهب أهل بيت النبوة – عليهم السلام – في إيران مع مساعيه لإستعمار الشريق الأوسط، فهي نسخة شبيهة بفرقة الوهابية التي ابتدعها الإستعمار البريطاني في الجزيرة العربية ولكن فتنة البهائية لم يكتب لها التنامي الذي حصل مع الوهابية، وذلك ببركة مواجهة علماء مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – وبياناتهم لبدع هذه الفرقة وانحرافاتها، وكان للمجالس والشعائر الحسينية'>الشعائر الحسينية عظيم الأثر في مواجهة فتنة البهائية وإنقاذ الناس من ضلالاتها.
ولذلك فقد اتخذت البهائية موقفا عنيفا في محاربة الشعائر الحسينية'>الشعائر الحسينية ونفذت سلسلة اغتيالات ضد النشطين في إقامتها وضد خطباء المنبر الحسيني، كما شنت حملة تبليغية ودعائية ضدها، كثير من الإفتراءات التي أثيرت ضد الشعائر الحسينية'>الشعائر الحسينية يرجع منشؤها إلى مؤسسات البهائية.
ومن هنا أيضا كانت البهائية شديدة التحذير والمنع لأتباعها من حضور المجالس الحسينية والمشاركة فيها، ولكن رغم كل ذلك نلاحظ في قصة هذا اللقاء أن الله عزوجل قد عبر بالأخت أحمديان فر كل هذه العقبات التي كان يفترض أن تصدها عن الشعائر الحسينية'>الشعائر الحسينية وتحجزها عنها وتجعلها تنفر منها، فاندفعت طواعية للمشاركة فيها لتشكل لها الإنطلاقة السريعة التي أوصلتها إإلى ساحل النجاة.
مستمعينا الأفاضل، نشرت قصة الأخت فاطمة أحمديان فر من التقرير الذي نشرته بالفارسية وكالة فارس نيوز الإيرانية بتأريخ السادس عشر من شهر محرم الحرام سنة ۱٤۳۳ للهجرة، وذكرت أن هذه الأخت تسكن محافظة خرمشهر الجنوبية، وفيها أعلنت اعتناقها الدين الحق بعد كرامة حسينية أظهرها الله عزوجل لها. بدأت رحلة الأخت فاطمة أحمديان فر للإهتداء للدين الحق في شهر محرم الحرام، وكانت قبسة النور الإلهي حصلت عليها من القوة بحيث اختصرت لها الطريق فلم تطل رحلتها، تقول هذه الأخت الكريمة، عن هذه البداية التي نستشعر فيها بوضوح لطيف التدبير الإلهي لهدايتها للدين الحق: (ذات يوم جاء إلى داري أحد جيراننا من منظمي مراسم التشبيه للمصاب الحسيني وطلب مني السماح بأخذ ولدي الرضيع لأداء دور عبد الله الرضيع علي الأصغر ابن الحسين – عليه السلام – في مراسم التشبيه.. فوافقت وسلمت ولدي له وقد كان مريضا) ولا يخفى عليكم – مستمعينا الأفاضل – أن مشهد استشهاد عبد الله الرضيع هي من أشد وقائع كربلاء تأثيرا في بيان المظلومية الحسينية، فهي مصيبة فجيعة للغاية، فلا عجب أن تهز وجدان هذه الأخت وهي تتابع مراسم التشبيه الحسيني وترى الشهيد الرضيع عبد الله الحسين في ولدها الرضيع الذي كان قلبها يخفق بقوة له.
لقد توزعت مشاعر الأخت أحمديان فر بين تفجعها للمصاب الجلل الذي نفذ لقلبها وهي تتابع قصة استشهاد رضيع الحسين – عليه السلام – وبين تفجعها لولدها الرضيع وهي تستذكر قول الأطباء بضعف الأمل بشفائه من مرض عضال أصيب به.
وزاد في محنة هذه السيدة التي ولدت في عائلة بهائية، أن وضعها المالي ضعيف فليس لها من المال ما يمكنها من تغطية مصاريف علاج رضيعها الباهضة.. وفي خضم هذه المشاعر الجياشة اشتد توجهها إلى الله الكريم طلبا لشفاء ولدها الرضيع بجاه رضيع الحسين – عليه السلام – وهذا ما طلبته وهي تسلم ولدها لمنظمي مراسم التشبيه الحسيني تقول أختنا فاطمة أحمديان فر: (عندما قدمت ولدي لمراسم التشبيه انبعث في قلبي أمل كبير بشفائه فطلبت من الإمام الحسين – عليه السلام – أن يشفيه، طلبت ذلك بقلبي ولم أتفوه به ولم أخبر أحدا.. وبعد مدة لاحظت أن علائم الشفاء بدأت تظهر تدريجيا حتى عوفي بالكامل والحمد لله.)
مستمعينا الأفاضل، لقد غسل الكرم الحسيني الذي استشفع إلى الله عزوجل فمن على الأخت أحمديان فر بشفاء ولدها، غسل قلبها وفتح عينها عن انحرافات الفرقة البهائية التي انتمت إليها، تقول هذه الأخت: (لقد عرفت أن البهائيين لا يؤمنون بالله حقا، بل إنهم يؤمنون بعقائد خرافية واهية ويعتقدون بقوى شيطانية، وحتى الطقوس العبادية التي يؤدونها ليس لها أصول دينية فلا يمكن مقارنتها في آثارها المعنوية والروحية بالعقائد والعبادات الإسلامية. إن البهائيين يزعمون أن أحكامهم وعقائدهم متطورة عن الإسلام لكن فرقتهم هي سياسية المنشأ أضفوا عليها صبغة معنوية لكي يخدعوا بها الناس – شيبا و شابا –، ويبعدونهم عن الإسلام ويحرموهم عن الخير والصلاح).
لقد تفضل الكرم الحسيني على الأخت فاطمة أحمديان فر فبعث في وجودها حب الإسلام والمعرفة الصحيحة به وبمقاصد أحكامه وشعائره والإلتزام بها عن علم وشوق. تقول هذه الأخت الكريمة: (منذ أن تشرفت باعتناق الإسلام أحببت المشاركة في شعائره ومجالسه، فصرت أحضر فيها وأساهم في الإعداد والتحضير للمناسبات الدينية، لقد وفقني الله عزوجل في ظل الإسلام للفوز بحالة الغنى المعنوي فقد حصلت في ظله على كل شيء، ولم أعد أهتم بالحرمان المالي الذي كان هاجسي الأول قبل اعتناقي في الإسلام، ففي ظل الإسلام ذقت طعم الإيمان بالله وعرفته رحيما كريما حكيما ففوضت إليه كل أموري وشعرت بالطمأنينة.)
وهكذا نفذت قبسات من الأخلاق الحسينية والثقة الحسينية بالله تبارك وتعالى إلى قلب الأخت فاطمة أحمديان فر فجعلها تواجه مصاعب الحياة بنفس مطمئنة للطف الله جل جلاله، راضية بتقديره وقضائه في السراء والضراء، تختم هذه الأخت الكريمة قصة هداية الله لها ببركة الكرم والرضا الحسيني بقولها: (لا يمكن لأي دين أن يقدم لبشرية العقائد والأحكام السامية التي قدمها لها الإسلام الحنيف، فهي أكمل التعاليم الدينية وأعظمها نفعا وبركة للناس، وهي التعاليم التي وصل من يلتزم بها إلى مقامات الصالحين والأبرار.)
وبهذا ننهي مستمعينا الأفاضل، لقاء اليوم من برنامج (بالحسين اهتديت) نقلنا لكم فيه قصة إنقاذ الله عزوجل الأخت الكريمة فاطمة أحمديان فر من ضلالات البهائية ونقلها إلى أنوار الحياة الكريمة في ظل دينه الحق ببركة مشاركتها في الشعائرالحسينية.
نشكر لكم طيب الإصغاء لهذا البرنامج الذي يأتيكم كل يوم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.