وكتب عباس عراقجي في مقال نُشر في عدد خاص من صحيفة بوليتيكا بولسكا بعنوان "أهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من البرنامج النووي السلمي": خلال جميع السنين التي كنت فيها مفاوضا حول البرنامج النووي مع الاطراف المختلفة كان السؤال الأساسي والمهم لجميع المفاوضين يدور حول ماهية اهداف الجمهورية الاسلامية الايرانية من مواصلة برنامجها النووي السلمي؟
وتابع عراقجي :في المحادثات مع جميع الأطراف، كان تركيزنا دائمًا على تقديم ما يرونه من البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الايرانية. من حيث المبدأ، لطالما لوحظ أن ما يسمى "البرنامج النووي لإيران " هو في الواقع جزء من خطة واسعة وواضحة بالنسبة لايران على مدار الستين عامًا الاخيرة وعقب انشاء منظمة الطاقة الذرية الايرانية تهدف الى استغلال المعرفة النووية لتلبية احتياجات ايران اللازمة لتحقيق التنمية سواء قبل الثورة الاسلامية او بعدها الامر الذي دفع ايران للانضمام إلى جميع الاتفاقيات والمعاهدات المقبولة دوليًا وتقديم خططها إلى وكالة الطاقة الدولية، مثل الأعضاء الآخرين في الأمم المتحدة، للاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
وأفاد عراقجي :كان بناء محطتي بوشهر ودارخوين للطاقة النووية بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا قبل انتصار الثورة الاسلامية في العام 1979، جزءًا من هذا البرنامج، ونشاط مفاعل الابحاث النووية بجامعة طهران بالشراكة مع الولايات المتحدة لأغراض علمية وطبية خاصة هو جزء آخر من هذا البرنامج الذي كان ينبغي أن يسير بخطى متوازنة لتحقيق التنمية الشاملة للاقتصاد والصناعة الإيرانية. في هذا الاتجاه، كان المهندسون والمخططون في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قبل وبعد انتصار الثورة، إلى جانب سائر المخططين الآخرين، يسجلون حضورهم الفاعل لتدوين الوثائق الأولية لتنمية البلاد.
وتابع : " برنامج منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لاستخدام المعرفة النووية والأنشطة السلمية تبلور قبل الثورة وبمشاركة العديد من الدول الأخرى". وحتى في السنوات التي أعقبت الثورة في العام 1979، كان مفاعل الأبحاث بجامعة طهران، المرخص من الولايات المتحدة، يحصل على الوقود الذي يحتاجه بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبمشاركة بعض الدول الأخرى في العالم، مثل الأرجنتين.
واوضح عراقجي انه وخلافا للتوقعات فان الكثير من الشركات والاطراف الغربية المشاركة في البرامج النووية تنصلت عن التزاماتها عقب انتصار الثورة في العام 1979 وأنهت عقودها من جانب واحد مع اندلاع الحرب التي فرضها نظام صدام على ايران و يبدو أن تصورهم العام هو أنه مع رحيل الخبراء والتقنيين والاستثمارات التي تم إجراؤها، ستتوقفت الأنشطة النووية الإيرانية في مجال استخدام المعرفة النووية السلمية من أجل تنمية البلاد، ولكن مهارة النخب والعلماء الإيرانيين ساهمت في عدم توقف البرنامج النووي .
وقال "من الواضح أنه في السنوات الأولى من هذا الحدث، عندما قررت الشركات والدول الغربية قطع تعاونها من جانب واحد مع العلماء الإيرانيين والمراكز المتخصصة، تم فرض شروط صعبة على الصناعة النووية السلمية والمعرفة الموجودة فيها".
وأضاف نائب وزير الخارجية: "عدم الالتزام من قبل الاطراف التي كانت تتعاون مع ايران في مختلف المؤسسات والدول دفع الإيرانيين إلى الاعتقاد بأن سياسة غير معلنة لعرقلة التقدم والتنمية في إيران تهدف إليها القوى العظمى ودول الفيتو في مجلس الامن الدولي. ومع اتساع هذه الفجوة، شعر المعنيون بما في ذلك المسؤولون الحكوميون أو الشبكات العلمية والأكاديمية الإيرانية، بالحاجة إلى زيادة الجهود لحل المشاكل والاحتياجات العلمية والتكنولوجية للبلاد من أجل التنمية الوطنية.