وقالت إنه بعد مرور أربعة أشهر على الجائحة، لا تزال نتائج اختبارات الإصابة بالفيروس على الأفراد تتأخر، ولا تزال معدات الحماية وغرف الطوارئ غير كافية، ولا تزال الولايات المتحدة غارقة مع نفسها في صراع من أجل الحياة، وفي التحزب، وعدم الثقة في العلم، ويقودها رئيس غير كفء ولا يبالي بمعاناة الأميركيين.
وأشار التقرير إلى أنه مع اقتراب موسم الإنفلونزا واقتراب الانتخابات الرئاسية، يطالب الرئيس دونالد ترامب بعودة ملايين الطلاب إلى المدارس في الخريف، الأمر الذي يبدو أنه سيعرض البلاد لخطر التمزق بسبب الخلاف المتوقع حول هذا الأمر.
عودة الذروة
ونقل التقرير عن ويليام هاناغ أستاذ علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد أنه يشعر وكأن شهر مارس/آذار الماضي، فترة الذروة، يعود من جديد فيما يتصل بازدياد حالات الإصابة والوفيات بكورونا.
وورد بالتقرير أن الإصابات ارتفعت على الصعيد الوطني بنسبة 50% على مدى الأسبوعين الماضيين، وارتفع عدد الوفيات اليومية بنسبة 42% خلال المدة نفسها، كما تتزايد الحالات في 40 ولاية من أصل 50 ولاية، بالإضافة لواشنطن العاصمة وبورتوريكو. وسجلت أميركا الأسبوع الماضي أكثر من 75 ألف إصابة جديدة يوميا في المتوسط، وهو رقم يساوي خمسة أضعاف معدل أوروبا كلها.
وقالت جينيفر نوزو عالمة الأوبئة في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي إنهم يرون عددا أكبر من الحالات اليومية أكثر مما رأوه على الإطلاق، بما في ذلك أوقات ما قبل الإغلاق، "إنه اتجاه مثير للقلق للغاية".
الإنفلونزا الموسمية في الطريق
ويحذر التقرير من أنه رغم الوضع المريع حاليا، فإن الأشهر المقبلة تبدو أسوأ لأن تفشي الإنفلونزا الموسمية السنوي في الخريف يمكن أن يعيق قدرة الدولة على مكافحة الفيروسات التاجية بطرق أخرى، إذ قال أحد كبار مسؤولي الصحة في البلاد إن الفيروسين لديهما أعراض متشابهة (الحمى والقشعريرة والإسهال والتعب)، وقد تؤدي التشخيصات الخاطئة إلى تأخير رعاية بعض المرضى حتى فوات الأوان، ويزيد تفشي المرض.
كما ستلعب عوامل أخرى مثل إعادة فتح المدارس بشكل متسرع في الخريف، دون تدابير السلامة التي أوصت بها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى وضع حرج جديد، مع عواقب مجهولة على الأطفال.
العوامل الجديدة لمفاقمة الانتشار
وقائمة الظروف التي من الممكن أن تفاقم الوضع في الخريف، أي عقب شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تطول. فمن المقرر أن ينتهي برنامج مساعدة البطالة الفدرالية الذي يمنح كلا من ليس لديه عمل 600 دولار إضافية في الشهر، نهاية الشهر الجاري، بالإضافة إلى تعليق الكونغرس حزمة جديدة للإغاثة من كورونا بسبب اتهامات الجمهوريين بأن الولايات تهدر الأموال، وإصرارهم على أن أي تشريع جديد يجب أن يحمي الشركات التي أعيد فتحها خلال الوباء.
ويقول التقرير أيضا إن قدرة الولايات المتحدة على اتخاذ الخطوات الأساسية لإبطاء الانتشار، كما فعلت عشرات الدول الأخرى، موضع شك. فبعد نصف عام كامل، لم تبذل إدارة ترامب أي جهد لوضع بروتوكول وطني للاختبار وتتبع اتصالات الأفراد والعزل المدعوم، وهي الإستراتيجية الثلاثية التي تتحكم فيها الدول الأخرى في تفشي المرض.
المصدر : الصحافة البريطانية