حصلت في أميركا على شهادة البكلوريوس في العلاقات العامة قبل الهداية وبعدها حصلت على شهادة الماجستير في (تأريخ الشيعة) من جامعة أهل البيت العالمية، ولها الآن نشاطات إسلامية متعددة في الصحف والمواقع الإسلامية تابعونا مشكورين.
لثورة الطفّ تاريخٌ به انجذبت
من العوالم آفاقٌ وأكوان
وما تزال تعيها كلّ آونةٍ
من التحرّرأفكارٌ و أذهان
يحمي الحسين حمى الوادي وتحرسه
عن النوائب أنصارٌوأعوان
في كلّ عصرٍله جندٌ وألويةٌ
وكلّ جيلٍ له صوتٌ وآذان
إن يمنعوا الناس عن قبرالحسين فقد
مدّت له من قلوب الناس أغصان
في كلّ روحٍ له روضٌ ومزرعةٌ
وكلّ قلب ٍله حقلٌ وبستان
مستمعينا الأفاضل، ننقل لكم قصة إهتداء الأخت هاجرالحسيني أو (ديانا ترون غوسو) قبل إسلامها من نص المقابلة التي أجرتها معها مجلة (زائر) التي تصدرها الروضة الرضوية المقدسة ونشرتها في عددها رقم ۱۹۲.
تقول هذه الأخت: ( ولدت في ولاية تكساس في عائلة مسيحية كاثولوكية تهتم كثيراً بالقيم الدينية، وقد وجدت في نفسي منذ البداية رغبة للتعرف الى مختلف الأديان طلباً للحقيقة المعنوية... و لتحقيق هذه الرغبة قررت وأنا في الثامنة عشرة من عمري السفر من أميركا الى أروپا... و في أوربا وجدت أن الحال لا يختلف عما هو عليه في أميركا... فلم أجد الحقيقة المعنوية التي أبحث عنها...وقد إقترنت إقامتي في أوربا بأيام تفجرالثورة الإسلامية في ايران، وقد قرأت مقالاتٍ متنوعة نشرتها الصحف الأوربية عن هذه الثورة التي يقودها قائد روحاني، الأمر الذي جذب إنتباهي إليه والى الإسلام ولكنني لم أجد الفرصة للتحقيق المعمق عن الإسلام الذي تعرفت إليه يومها وللمرة الأولى..)
أيها الأخوة والأخوات ثم تحدثت الأخت هاجر الحسيني أو ديانا ترون غوسو عن إشتراكها في إجتماعات عقدها مسيحيون مع علماء مسلمين في تلك الأيام في إطار حوار ديني مع المسلمين في إطار تأثيرات الثورة الإسلامية الإيرانية.. وشاركت أيضاً في بحوث إستدلالية مقارنة بين الإسلام والمسيحية والقيم الدينية وأهداف رسالات الأنبياء ومناهجهم، تقول هذه الأخت عن هذه الإجتماعات:- (أتذكر أن من الموضوعات التي جذبت إنتباهي وأعجبتني والتي طرحت في هذه الإجتماعات وهو أن الإمام الخميني لم يتزعم ثورة مسلحة بل ثورة بدأت من داخل الإنسان وإستمرت ثورته على هذا الأساس وأنه يريد إقامة القوانين الإلهية في عموم المجتمع... فنحن أيضاً – أي في المسيحية - نعتقد بظهورالمسيح وتحقق حاكمية القيم الإلهية...
لقد جذبني بقوة طرح هذا الموضوع ضمن عقيدة الإمامة...لقد بدأنا بالتعمق في مباحث الإمامة وفيها وجدت نفسي أمام قمة في عقيدة الإمامة، هذه القمة هي الإمام الحسين...كنت دائماً أطبق هذه الموضوعات مع ما عرفته من المسيحية... فقارنت بين تضحيات الإمام الحسين – عليه السلام- وآلام والمشاق التي تحملها السيد المسيح- سلام الله عليه-)
أعزاءنا المستمعين...وتتابع هذه الأخت المهتدية بالتضحيات العاشورائية تصوير تجربتها مع ملحمة سيد الشهداء- عليه السلام- مبينة آثارها العميقة في الإهتداء للدين الحق...
فتقول: ( كلما تعمقت في قضية الإمام الحسين – عليه السلام- إزدادت رغبتي الجامحه في التعرف على منشأ كل هذه العظمة التي تجلت فيه...لقد أصبح الإمام الحسين – عليه السلام- المنعطف الأساس في وجودي...فكلما عرفت شيئا عنه إنفتحت أمامي آفاقٌ جديدة أعظم أهمية... لقد كنت مبشرة للمسيحية في الكنيسة ومبلغة دينية ولذلك كنت أعرف أساليب التبليغ الديني، كما كنت قد أنست بالموضوعات الأخلاقية والدينية ولكن أبعاد العظمة في واقعة عاشوراء والإمام الحسين فتحت أمامي آفاقا مختلفة عن كل ما قد عرفت من قبل...فأتمت واقعة عاشوراء الحجة عليّ... فبدأت بالبحث المعمق والجاد... لقد كانت واقعة عاشوراء والإمام الحسين- عليه السلام- العلة الأساس والمبدأ والمنتهى في إعتناقي الإسلام...
ثم تحدثت الأخت هاجرالحسيني كما هوالإسم الذي إختارته لنفسها بعد إسلامها عن رحلة اسلامها واستمرار آثار الملحمة الحسينية وشعائرها ورموزها عليها فتقول: ( وهكذا...إعتنقت الإسلام وأنا في أميركا ثم سعيت الى زيارة إيران لمواصلة تحقيقاتي في البلد الذي يحمل إسم الإسلام والإمام الحسين- عليه السلام- لقد درست المسيحية بأمعان وتوصلت الى النتيجة التالية وهي أن النموذج الإنساني السامي الذي يدعو له السيد عيسى المسيح – عليه السلام- هو الذي تجلى مصداقه الكامل في الإمام الحسين- عليه السلام-.
لقد سعيت وأنا في ايران للمشاركة في المجالس الدينية وتعرفت الى مراسم العزاء الحسيني والى جانبها كان الذي أثار اهتمامي بقوة معرفة حقيقة أن دور الإمام الحسين- عليه السلام- هو دورٌ عالمي وأن حركته جاءت لإحياء الحق والحقيقة، وقد قدم كل هذه التضحيات لحفظ أصل الدين وحفظ حقيقة الإنسانية...لقد ضحى الأئمة الأطهار لاسيما الإمام الحسين عليه وعليهم السلام بأنفسهم الزكية لكي يحفظوا مسيرة الإسلام في مسارالحقيقة ويمنعوا إنحرافه...مثلما أصابت المسيحية الإنحرافات...
إن في الإسلام شخصيات مثل السيدة زينب سلام الله عليها التي حملت للعالمين رسالة نبوية المعالم...
أيها الأخوة والأخوات...وفي القسم الختامي من حديث هذه الأخت الأميركية المهتدية الى الدين الحق ببركة الملحمة الحسينية الزينبية نجد إشارات قيمة لآثار تبليغ رسالة هذه الملحمة في جذب المسيحيين الى الدين الحق، تقول الأخت هاجرالحسيني:-
( عندما كنت في أميركا كانت إمكانات التعرف الى الإسلام قليلة ولكن بعد الثورة الإسلامية في ايران وطرح موضوعات عاشوراء والإمام الحسين – عليه السلام- خاصة بعد الهجوم الأميركي على العراق أثار هذا الأمر أهمية هذه الموضوعات في أذهان الرأي العام الغربي والأميركي، خاصة ما تتوفر عليه واقعة عاشوراء والإمام الحسين من عناصر شد وجذب قوية...لقد علمت من خلال البحث المعمق أن نموذجاً في الفداء والتضحية مثل الإمام الحسين – عليه السلام- لا يوجد لا في المسيحية ولا أي ثقافة أخرى...لكل أمة أبطالٌ تأريخيون ولكن لكل منهم تميز في بعد واحد أما أبعاد العظمة في الإمام الحسين – عليه السلام- فلا نهاية لها مهما أطلت البحث فيها ولا زال بعضها مجهولاً...عندما أشارك في مراسم العزاء الحسيني أشعر أن الإمام الحسين- عليه السلام- أعظم من هذه المراسم وأن لنهجه وملحمته وتضحياته من أجل الحقيقة والإنسانية ذات أبعاد عالمية...أنني أشكر الله وأحمده كثيراً على أن وفقني لإعتناق الإسلام ببركة عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام..