وفي كلمة ألقاها اليوم الجمعة خلال مشاركته في الدورة الجديدة لـ"منتدى قراءات بريماكوف" بواسطة الفيديو كونفرنس، حمل لافروف الولايات المتحدة المسؤولية عن السعي إلى تفكيك المنظومة العالمية للرقابة على التسلح.
وقال: "أنا موافق على القول بإن المخاطر النووية ازدادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، ويشهد الوضع في مجال الأمن والاستقرار الاستراتيجي الدولي ترديا واضحا. والأسباب التي تقف وراء ذلك واضحة للجميع أيضا: تتطلع الولايات المتحدة إلى استعادة الهيمنة العالمية وتحقيق الانتصار في ما يسمونه بصراع الدول الكبرى، وهم يتخلون عن مصطلح "الاستقرار الاستراتيجي" ويستبدلونه بـ"الصراع الاستراتيجي". إنهم يرغبون في تحقيق الفوز".
وأبدى لافروف قلق موسكو من رفض الولايات المتحدة، خلال العامين الماضيين، تأكيد التزامها بالمبدأ الأساسي المطروح من قبل الجانب الروسي، الذي ينص على أنه لن يكون هناك فائزون في حرب نووية، ولذلك لا يمكن السماح بنشوبها.
ولفت الوزير إلى امتناع واشنطن عن تأكيد التزامها بهذا المبدأ، على الرغم من أنه يتماشى بالكامل مع ما اتفق عليه بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في القرن الماضي.
وأكد الوزير أن روسيا ستستمر في تقديم هذا المبدأ على الصعيد الدولي، لاسيما في مجرى القمة المستقبلية لـ"الخماسية النووية" (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين)، مشددا على أن الأولوية تكمن في منع إضعاف العبارات المطروحة في الوثائق السوفيتية-الأمريكية ذات الصلة.
لافروف: مصير "ستارت الجديدة" محتوم وروسيا مستعدة لأي سيناريو
وأعرب عميد الدبلوماسية الروسية عن تشاؤمه بشأن مستقبل معاهدة ستارت الجديدة المبرمة بين موسكو وواشنطن في عام 2010 والتي تنقضي فترة سريانها في فبراير 2021، مؤكدا وجود مؤشرات واضحة على أن الولايات المتحدة قررت عدم تمديد هذه المعاهدة.
وذكر لافروف أن إصرار إدارة الرئيس دونالد ترامب على أنه لا بديل من الانتقال إلى صيغة ثلاثية (بمشاركة الصين إلى جانب روسيا وأمريكا) يدل على أن المعاهدة الحالية "مصيرها محتوم بالفعل"، مضيفا أن المطالب الأمريكية بتوسيع المعاهدة كي تشمل أحدث الأسلحة الروسية هي بمثابة "الطرق على باب مفتوح".
وشدد لافروف على أن روسيا مستعدة لأي سيناريو في حال انهيار معاهدة ستارت الجديدة، مؤكدا أن النزعة العامة ستتمثل على أي حال في السعي إلى مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الاستراتيجية ووضع آليات جديدة للرقابة على التسلح.
ولفت الوزير إلى أن موسكو وواشنطن معنيان بتمديد المعاهدة على قدم المساواة، وتابع أن الجانب الروسي لا ينوي التوسل إلى الولايات المتحدة بالحفاظ على المعاهدة إذا كانت ترفض ذلك قطعيا، مبديا قناعة الحكومة الروسية بأنها قادرة على ضمان أمن البلاد على مدى وقت طويل، سواء تم تمديد المعاهدة أم لا.
ولا تزال معاهدة ستارت الجديدة الآن الاتفاقية الأخيرة السارية بين روسيا والولايات المتحدة في مجال الحد من التسلح النووي.