وقال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني خلال جلسة لمجلس الأمن الأربعاء: "يسأل الليبيون عن سبب مشاركة بعض الدول في المحافل الدولية لنقاش الشأن الليبي، فمثلا ما علاقة الإمارات لتناقش مصير ليبيا؟ هل هي دولة جوار؟ دولة متوسطية؟ أم عضو في مجلس الأمن؟".
وأضاف السني: "إن كانت حقا لا تتدخل في شؤوننا كما تتدعي، فلماذا نجدها تتسابق للجلوس في كل اجتماع يخص ليبيا، وتستقبل الانقلابيين على الشرعية على أرضها وتوفر لهم المنابر الإعلامية للتحريض على الحرب، وتقدم لهم المال وأحدث الأسلحة لدعم اعتداءاتهم؟ بل ظهر ضباطهم مؤخرا في تسجيلات مرئية وهم يدربون مليشيات حفتر على استخدام منظومة بانتسير الروسية، فهل ليبيا تشكل تهديدا لأمنها القومي؟".
وتابع: "الامارات متورطة في دعم محاولة الانقلاب الفاشلة في ليبيا بما لا يدعو للشك، وتهدد الأمن والسلم الدولي في عدة بقاع، ولم تستطع إلى اليوم تفنيد ما ورد في التقارير الأممية ضدها، ولم نعد نقبل وجودها في حواراتنا السياسية".
وأضاف: "نسمع اليوم وزير خارجية الإمارات يتحدث عن احترام قرارات مجلس الأمن وكأنه لا يعي حجم الأسلحة والدعم التي يرسلها للمعتدي. وفي هذا الصدد نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأن يقتصر نقاش الملف الليبي دوليا فقط على الفاعلين والمعنيين من دول الجوار والدول المتوسطية ودول مجلس الأمن، وإلا سنطلب إضافة دول أخرى أكثر أهمية لنا ولتوازن نقاشات الملف الليبي".
واستطرد قائلا: "وفي نفس السياق نستغرب تصريحات بعض الدول أنها ضد التدخلات الخارجية، وتدعو للحفاظ على سيادة ليبيا وأراضيها وتدعم القرارات الأممية، وتسوق لمبادرات أحادية غير واقعية وفي غياب الأطراف المعنية، وفي نفس الوقت نسمع تصريحات وتهديدات بالتدخل المباشر، كما حدث من الحكومة المصرية، وتحديد رئيسها خطوطا حمراء داخل أراضينا، وتهديدات بتسليح شباب قبائلنا لمحاربة أخوتهم داخل ليبيا بحجة أمنها القومي".
وأكد: "نحن نرفض تماما هذه التهديدات ونذكر الجميع بأن دعمكم لحفتر هو الذي هدد الأمن والسلم الدولي واستقرار المنطقة وأوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم، ونحن سنواجه أي اعتداء بحزم وقوة".
وأشار السني مع ذلك إلى أن "أمن مصر القومي من أمن ليبيا"، وأضاف: "لا يمكن أن تختزل ليبيا في إقليم على حدودكم".
وأضاف مخاطبا القاهرة: "إن سياساتكم الداخلية هي شأنكم ولم نتدخل فيه، ولكنه ليس نهجنا ولن يطبق عندنا، وليبيا لا تحكمها مجموعة قبلية كما يتم تسويقه، بل قبائلنا هي قاعدتنا الثقافية والاجتماعية التي نقدرها ونعتز بها، ولن تنجح محاولات زرع الفتنة بيننا".
وفي رده على كلمة وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال السني: "نذكر بأننا نحن من حررنا سرت من الإرهاب بعملية البنيان المرصوص والذين تصفونهم بالإرهابيين والمتشددين، نحن الذين ثأرنا للمواطنين المصريين الذين ذبحوا هناك واسترجعنا جثثهم إلى أهاليهم، وليس قوات حفتر التي سهلت مرور هذا التنظيم من درنة أمام عينيه".