مستمعينا الأفاضل نشر هذا الأخ حكايته على عدة من المواقع الإكترونية الإسلامية منها موقع منتدى أنصارالحسين- عليه السلام- تحت عنوان (قصة مستبصر حجازي)، وهذا الأخ مقيم في سوريا وهو يفتخر بأن أول دمعة ذرفها كانت على المصاب الحسيني، ويرجع تأريخ إهتدائه الى الحق الى سنة ۲۰۰۳ ميلادية ننقل لكم فيما يلي حكايته مختصره مما كتبه بقلمه:-
أبدأ بسم الله قصتي مع الإستبصار. إن البداية كانت مع الصلاة على محمد وآل محمد. نعم هكذا كانت، فبسبب كراهتي اللا محدودة لإسرائيل ومن والاها تابعت لفترة طويلة قناة المنارالفضائية لأنها الوحيدة التي تشفي غليلي وتنطق بما أريد قوله ولم أكن أفكر بقضية المذاهب ولم يخطر ببالي يوماً أن المذهب الذي كنت عليه يمكن أن يكون باطلاً ولا حتى بنسبة ۱% لا لأنه حق فعلاً ولكن لعدم إطلاعي على غيره فجاءت بركة الصلاة على محمد وآل محمد لتوقظني من غفلتي.
فلفت انتباهي أن مذيعي ومذيعات هذه المحطة الجلية يقولون عندما يذكرون اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا كنت أقول صلى الله عليه وسلم. فقلت في نفسي من أين جاء هؤلاء الشيعة بهذه الصيغة من الصلاة والله تعالى يقول بسم الله الرحمن الرحيم (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فقلت في نفسي لم يذكر الله تعالى الآل في الآية الكريمة فلماذا يصر الشيعة على ذكر الآل؟؟؟ وهذا السؤال قادني لرحلة البحث عن الحق وبعد أن يفصل الأخ المستبصر الحجازي من سوريا الحديث عن مصادر بحثه عن الحقيقة والعقبات التي إعترضت طريقه يشير الى حصوله من مصادر أهل السنة عن جواب السؤال الذي إنطلق منه في رحلة البحث عن الحق، قال حفظه الله:-
بدأت بالبحث عن إجابة السؤال الأول وهو لماذا يصل الشيعة على النبي وآله ونحن نعرف أن الله تعالى أمرنا بالصلاة والسلام عليه ولم يأمرنا بالصلاة على آله، بالرغم من أننا نصلي عليه وعلى آله في صلواتنا بعد التشهد ولكن هذا كان بالنسبة لي وللأكثرية من أهل السنة مجرد تكريم لرسول الله (ص) لا أكثر، وبعد البحث عن هذه المسألة علمت أن النبي (ص) هو من أمر بذلك ونهى عن الصلاة البتراء. بعد أن تيقنت من أن الشيعة هم المتمسكون بسنة النبي الأكرم (ص) على الأقل في هذه المسألة وهي الصلاة على النبي وآله، بدأت البحث في غيرها من المسائل الخلافية بين الفريقين.
إخوتنا المستمعين وكانت الخطوة الثانية في رحلة أخينا الحجازي السوري للبحث عن الحق والحقيقة هي السعي لمعرفة الحق مع من في المسائل الخلافية الرئيسة التي أحصاها في أربع عشرة مسألة وبعد أن ذكرها قال:-
كانت هذه هي المسائل التي استغرقت في بحثها مدة ثلاث سنوات حتى تبين لي الحق جلياً واضحاً. وكان كل هذا بعون من الله تعالى جل في علاه ولو أنني أمضيت كل ما بقي من عمري في سجدة واحدة له لما استطعت شكره على هذه النعمة العظيمة التي لا يمكن لأي إنسان أن يشعر بها حتى يغوص بها. وأقسم لكم إخواني وأخواتي بالله العلي العظيم أنني لم أتذوق حلاوة الإيمان إلا بعد اتباعي لخط أهل البيت صلوات الله وسلامه على عمدتهم محمد وعليهم.
رغم أنني كنت قبلها صائماً وقائماً ومؤدياً لكل ما أعانني عليه الله من واجبات وتكاليف.
نعم، أيها الأخوة والأخوات، بعد هذه الرحلة الشاقة ذاق أخونا الحجازي السوري حلاوة الإيمان في نورانية الولاء لأئمة الحق- عليهم السلام-، وبقي أن يكتمل إيمانه بقدسية البراء من أعداء الله ورسوله وأوليائه- عليهم السلام- وهذا ما تحقق له مع أول دمعة ذرفها وكانت على المصاب الحسيني، قال هذا الأخ الكريم:-
إنني أمضيت ثلاث سنوات في البحث المضني والشاق، منها سنتان لم أكن حزمت أمري بعد وهما من منصف عام ۲۰۰۱م وحتى منتصف عام ۲۰۰۳م وفي أوائل شهر تموز من عام ۲۰۰۳م تبين لي الحق واضحاً جلياً وضوح الشمس في منتصف السماء في نهار صيف لا غيوم فيه.
ثم مر علي حتى الآن أربع ذكريات ليوم عاشوراء الأليم، أما عاشوراء العامين الأولين فكانا تقريباً عاديين كنت أكتفي بالجلوس أمام التلفاز أشاهد ما تقدمه المحطات الفضائية من مراسيم عاشورائية كمحطات الكوثر والأنوار والفرات، وأما العامين الآخرين ففيها ترسخت في ذهني مظلومية وآلام أهل البيت (ع) وما جرى عليهم بعد جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله، ووجدت نفسي دون أن أشعر أنتقل من حالة التأثر العاطفي إلى البكاء علماً أن كل أهلي وأصدقائي وأقاربي وجيراني يعرفون عني صفة مميزة لم يتصف بها أحد منهم، وهي عدم البكاء على أي كان ولو كان أقرب الناس، وأحمد الله تعالى وأشكره عدد خلقه أن جعل أول دمعة تذرفها عيوني على الحسين الشهيد المظلوم سلام الله عليه، وعلى آبائه وأجداده وأبنائه وأحفاده.
ومن حينها إلى الآن وأنا مواظب على زيارة سيدتي ومولاتي عقيلة بني هاشم الحوراء زينب (ع) التي لا يبعد مقامها الشريف عن بلدتي أكثر من ٤٥ كيلومترا وأزورها بمعدل مرة في الأسبوع. لقد رأيت كثيراً من الأحلام التي تزيدني يقيناً وإيماناً بولاية أهل البيت (ع) وأنا أعتبر ما ذكرته لكم من أن أول دمعة أذرفها كانت على الحسين (ع) هي كرامة لي من الله لا أستحقها لأنني أمضيت خمسة وأربعون عاماً من حياتي في ظلام دامس.
وأنا الذي كما قلت لكم لم أكن أبكي حتى ولو أخبروني أن حريقاً التهم بيتك ومات فيه جميع أهلك أجد نفسي اليوم أبكي عندما أرى امرأة من الموالين بالعباءة من زوار السيدة زينب (ع) تنطبع وبشكل عفوي في مخيلتي صورة الزهراء روحي فداها. وأتذكر فوراً ما جرى عليها من ظلم وجور.
مستمعينا الأفاضل ونبقى مع أخينا الحجازي السوري وهو ينقل في خاتمة حكايته التجربة الطريفة التالية ننقلها مختصرة أيضاً، قال:-
إخواني وأخواتي الأعزاء ما رأيكم برجل وقف على شاطئ البحر وحاول أن يحصي كم....
دلواً فيه من الماء؟؟؟؟ لا شك ستقولون إنه مجنون.
لا بأس فأنا مسامحكم لأنكم تقولون عنى هذا لأن هذا الرجل هو أنا. نعم أنا ولا تستغربوا لأنني حاولت أن أحصي ماء البحر. ففي أحد الأيام وطبعاً قبل أن أتخذ قرار الإستبصار ظننت نفسي ذكياً وقلت: لماذا لا أحصي فضائل فلان وفضائل علي (ع) وأقارن بين ما فعله وما قاله فلانٌ وما قيل فيه وبين ما فعله وما قاله علي (ع) وما قيل فيه.
وحسبتها مسألة سهلة، فبدأت بفلان ودونت كل ما جاد به التاريخ علينا بحقه وفي نهاية البحث كتبت جملة (هكذا كان فلان) وانتقلت للبحث في أميرالمؤمنين علي'>فضائل أميرالمؤمنين علي (ع) وبعد عدة أيام شعرت أنني مختل عقلياً فأنا أقف على بحر متلاطم الأمواج من الأفعال والأقوال والميزات.
وكلما استبشرت خيراً بأنني على وشك أن أكتب (هكذا كان علي) أجد نفسي مجبراً على كتابة (لم يكن علي هكذا فحسب بل كان كذا وكذا وكذا…) وهنا توقفت عن البحث لأنه تبين لي أن كل ما فعله وما قاله وما قيل في فلان لا يساوي النقطة التي تحت الباء في الحديث النبوي الشريف يوم الخندق (برز الإيمان كله إلى الشرك كله). صدقت يا سيدي ويا حبيبي يا رسول الله صلى الله عليك وعلى أهل بيتك ولعنة الله على من غدروا بك وآذوك في بضعتك وبعلها وبنيها.
نشكرلكم مستمعينا الأفاضل طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج (بالحسين إهتديت) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، وقد نقلنا لكم فيها قصة الأخ الحجازي السوري الذي كانت دمعته الأولى على المصاب الحسيني…تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.