إخترنا لكم أيها الأعزاء ثلاثة قصص موثرة لثلاث أخوات جمعهن حب الحسين – عليه السلام – رغم تباعد أقطارهن، الأولى من جدة غرب السعودية والثانية مسيحية من السويد والثالثة مسيحية أيضا من أوغندا، تابعونا على بركة الله.
نبدأ أعزائنا بالقصة الأولى والأكثر تفصيلا وهي قصة أخت نرمز لها بعنوان (مستبصرة من جدة) وقد نشرت قصتها التي كتبتها بنفسها شبكة الحق الثقافية على الإنترنت، قالت هذه الأخت الكريمة في رسالتها:
السلام عليكم، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم أنا الآن أعيش سعادة لم أشعر بها من قبل فعلا حلاوة الدين في طاعة رسول الله وموالاة سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، في الحقيقة هناك عدة أسباب ومواقف كثيرة جعلتني أتشيع وأختصارها في رسالة واحدة أمر صعب..
في البداية كانت لي صديقة شيعية وحديثي معها كان في أمور عامة إتابني فضول في يوم أن اسألها عن مذهبها سألتها عدة أسئلة وكانت إجاباتها عن الصحابة والأحداث التاريخية، ذكرت عدة مصطلحات غريبة مثل مصطلحات غدير خم.. حرق الدار.. فدك.. الطف.. ومصطلحات لم تمر علي من قبل وكنت أظنها مصطلحات شيعية فقط. ومن ضمن الأسئلة التي سألتها كانت عن الحسين، سألتها لماذا كل هذا التعظيم والإهتمام ومجالس العزاء للحسين، سردت لي واقعة الطف وأسباب الخروج وتطرقت إلى يزيد بن معاوية وأخذت تتكلم عنه بسوء فقلت لها هذا دينكم أنتم الشيعة كله لعن وشتم للصحابة والتابعين، استغفري ربك مستحيل يكون تابعي وابن صحابي جليل قاتلا لابن بنت رسول الله، والرسول لم يرحل عنهم إلا لفترة وجيزة... دخلت في حوار حاد مع صديقتي الشيعية وكل منا يحاول إثبات صحة منهجه، ثم انتهت صداقتنا بسبب هذا الحوار الحاد!
مستمعينا الأكارم، وشاء الله عزوجل أن يكون هذا الحوار الحاد بداية انطلاقة هذه الأخت الكريمة لمعرفة الحقيقة رغم أنها أنكرتها في البداية لأن إنكارها لم يكن عن عناد بل لعدم معرفتها بها.
تقول في تتمة قصتها: كنت مقتنعة أني على طريق صحيح، وإني على نهج الفرقة الناجية لكن الموقف الذي دار بيني وبين صديقتي الشيعية أشغل تفكيري عدة أيام، جاء في بالي أن أرجع للكتب وأتأكد من براءة يزيد وأثبت لنفسي أن الشيعة ليس لديهم إلا الشتم والكذب والافتراء على الصحابة والتابعين.
في البداية لم أكن أعلم من أين أبدأ.. رجعت للكتب الدراسية لم أجد فيها ما يشبع فضولي ثم هداني الله إلى مجلدات قديمة موجودة في مكتبة المنزل بإسم البداية والنهاية لابن كثير.
بحثت عن سيرة يزيد بن معاوية وكانت الصدمة.. لقد كان الأمر فعلا كما قالت صديقتي الشيعية، لقد وجدت أن يزيد ابن الصحابي كان فاسقا ويتغنى بالخمر ومفرطا في الصلاة ويتلاعب بالقرود والحيوانات وكان متسببا في قتل سيد شباب أهل الجنة.. وأنه استباح المدينة ومكة وهدمت الكعبة في عهده ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن من أحدث في مكة والمدينة.
فعلا أعجز عن وصف تلك الصدمة فقد كانت هزة كبيرة.. لم أتوقع صدق أقوال الشيعة أبدا ومن كتب أهل السنة؟؟؟ كتب أهل السنة تثبت صدق أقوال الشيعة؟؟؟ فقررت منذ ذلك اليوم البحث والقراءة وإعادة النظر في هذا المذهب مبدئيا لم يكن بهدف ترك مذهبي لكن كانت هنالك أمور كثيرة اشغلت ذهني واستفهامات تشدني وتدعوني للبحث كانت لمجرد الفضول، لكن مع مرور الوقت والقرائة بدأ إعجابي بهذا المذهب وأحسست أنه هو الطريق الصحيح!
أيها الإخوة والأخوات، وكانت إنطلاقة الهداية لهذه الأخت الكريمة من جدة هي معرفة الحسين – عليه السلام – ومظلوميته ثم أراها الله عزوجل في عالم الرؤيا الصادقة بركات حب الحسين – عليه السلام – فازدادت يقينا، تقول أختنا الكريمة: كانت بداية بحثي في ظليمة الإمام الحسين سلام الله عليه تساءلت: كيف يتجرأ المسلمون على أذية ابن بنت رسول الله بهذا الشكل الفضيع ألم يسمعوا أحاديث الرسول في الحسن والحسين؟؟ وفي وجوب محبتهم ومودتهم والوعيد لمن آذاهم؟؟؟ هذا أولا وثانيا لماذا لم تمر علينا قصة عظيمة مثل قصة ثورة الإمام الحسين وأسباب خروجه وقتله وسبي نسائه؟؟ لماذا لا نعرف أي شيء عنه ولماذا لا نعلم شيء عن الإمام علي وعلمه وعدله وتقواه ولا عن السيدة فاطمة وعبادتها وسبب غضبها واختفاء قبرها إلى يومنا، ولا عن الحسن وكيف ظلم ومن الذي دس له السم وبتحريض من؟؟؟ ولا عن علم وعبادة الإمام السجاد ولا جعفر الصادق الذي تتلمذ على يده رجال مذاهب أهل السنة وعلماء الفلك وغيرها من العلوم ولا عن بقية الأئمة الذين كانوا نور ورحمة وهداية للبشرية وكيف ظلموا وقتلوا؟
علمت وقتها أن محاولات إخفاء سيرة أهل البيت كانت مفتعلة وهناك أناس تحاول جاهده طمسها وإبعادها عن أسماع العوام... اطلعت على الفضائل والأحاديث الواردة في أهل البيت عليهم السلام ووجوب محبتهم في كتب السنة وفضائل الإمام علي عليه السلام لم أجد صحابي واحد يملك ربع فضائله رغم قلة ذكره عند أهل السنة، علي الوحيد الذي شرفه الله بولادته في الكعبة المشرفة، علي كرم الله وجهه عن السجود للأصنام، علي لم يشرب الخمر قط، علي مسلم بالفطرة، نسل رسول الله باق إلى يوم القيامة من صلب علي، علي أخو الرسول في الدنيا والآخرة، علي مع الحق والحق مع علي هو أسد الله الغالب، هو الكرار فاتح باب خيبر وقاتل صناديد الكفر، هو وارث علم النبي والعارف بطرق السماء، هو قاتل الناكثين والقاسطين وشبيه هارون ونفس الرسول، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ياعلي أنت وشيعتك تردون على الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم، وإن عدوك يردون على الحوض ظماء مقمحين.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ياعلي أبشر فإنك وأصحابك وشيعتك في الجنة، واطلعت على روايات وأحاديث متفرقة في البخاري ومسلم والتي كانت سببا في نفوري من منهجهم لأن هذه الروايات أيضا للأسف هي السبب في تطاول الغرب على النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله –.
وقد من الله علي في هذه الفترة برؤية الإمام الحسين عليه السلام في منام رأيت جمعا غفيرا حوله سلام اله عليه، ومن كان في قلبه حب له تظهر له أجنحة ويطير حوله، وكنت أنا من بين الذين يطيرون وكان هو يسير إلى جهة ونحن خلفه؛ أخيرا، أحب أشكر الدكتور اليمني المستبصر عصام العماد حيث إن هدايتي ويقيني كان بعد سماع مناظرته مع الشيخ عثمان الخميس مباشرة. والحمد لله الذي يهدي لنوره من يشاء.
كانت هذه مستمعينا الأكارم قصة أختنا الكريمة المستبصرة من مدينة جدة السعودية وقد رأيتم كيف أن الله عزوجل قد هداها ببركة حبيبه الحسين – عليه السلام – إلى معرفة واتباع مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – رغم أنها كانت من أبعد الناس عنها بل وتحمل صورة سيئة للغاية عنها، ولكن صدقها في طلب الحقيقة كان شفيعها في رحلتها لمعرفة الحق والدين الذي ارتضاه لعباده. وهذا مايصدق أيضا عن أختنا الكريمة (أناتا) المولودة في أستراليا سنة ۱۹۷۲ ميلادية والمقيمة في السويد، فقد تعرفت في السنة الأولى من دراساتها الجامعية إلى أخت من أتباع مدرسة أهل البيت – عليها السلام جعلها الله وسيلة لانتقال (أناتا) من المسيحية إلى الإسلام المحمدي النقي، وكانت ملحمة كربلاء إنطلاقة الهداية، تقول هذه الأخت (الوسيلة) عن اهتداء (أناتا) الأسترالية: تعرفت على (أناتا) عبر الإنترنت وبدأت أذكر لها معجزات القرآن وأهل البيت – عليهم السلام –، فأخذت (أناتا) تبحث عن الحقيقة بنفسها عبر الإنترنت حتى أعلنت تشيعها، وكانت قصة كربلاء هي الأكثر تأثيرا عليها وهي الآن تسعى لأن تدرس أكثر للتعرف على مذهب أهل البيت الحنيف والحمد لله.
مستمعينا الأكارم ونختم هذا اللقاء بالخبر التالي الذي نشره موقع (نون) الإلكتروني عن اعتناق الأخت المسيحية الأوغندية (روز) للإسلام وقد نشر الخبر بتأريخ ۲۹ / جمادى الأولى / سنة ۱٤۳۲ للهجرة وجاء فيه: أشهرت المواطنة الأوغندية (روز) إسلامها في قسم التوجيه الديني في العتبة الحسينية المقدسة وذلك بعد اعتقادها بأحقية هذا الدين واطلاعها على أمور الصلاة وأمور العبادة خلال عملها مع إحدى العوائل في بغداد.
وقالت (أم محمد) التي تعمل لديها (روز) لموقع (نون) إنها قبل ستة أشهر تعاقدت مع عمها للعمل في بيتها لمدة عامين وبعد التحاقها بالعمل وجدت لديها أسئلة كثيرة عن الصلاة والأمور العبادية وإنصاتها للأذان التي كانوا يمارسونها يوميا، مبينة أن روز وبعد اطلاعها على تلك الأمور ولمدة استغرقت ستة أشهر طلبت من زوجي اصطحابها في زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام مشيا على الأقدام. وأضافت أن روز التي كانت تعتنق المسيحية طلبت إشهار إسلامها في مرقد الإمام الحسين عليه السلام ذلك بعد أن وصلت إلى قناعة كاملة بأحقية هذا الدين.
إنتهى أحبائنا الوقت المخصص للقاء اليوم من برنامج (بالحسين اهتديت) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
شكرا لكم ودمتم سالمين.