ولادته ونسبه
تاريخ ولادته غير معلوم ولم يرد عنه شيئاً، أمّا أبوه فهو الإمام موسى الكاظم (ع) الإمام السابع للشيعة الاثني عشرية، كما أن أمّه كانت تدعى بـ “أم أحمد”.
مكانته وشأنه
ورد أنّه كان كريماً، وأنّ الإمام الكاظم (ع) كان يحبّه كثيراً.
يقول الشيخ المفيد عن شأنه ومكانته: كان أحمد بن موسى كريماً جليلاً ورعاً، وكان أبو الحسن موسى عليه السلام يحبه ويقدمه، ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة. ويقال: إنّ أحمد بن موسى أعتق ألف مملوك.
وفي رواية أخرى أوردها الشيخ المفيد نقلاً عن إسماعيل بن موسى بن جعفر، وهو يتحدث عن بعض رحلات أبيه موسى بن جعفر حيث كان أحمد معه، فيقول: كان مع أحمد بن موسى عشرون من خدم أبي وحشمه، إن قام أحمد قاموا معه، وإن جلس جلسوا معه، وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره ما يغفل عنه.
الإمامة بعد استشهاد الإمام الكاظم (ع)
ورد أن أهل المدينة أتوا إلى بيت أم أحمد بعد استشهاد الإمام الكاظم (ع) يريدون مبايعة ابنها أحمد بالإمامة، فخرج معهم إلى المسجد، وصعد المنبر، وخطب فيهم، وقال:
أيها الناس كما أنكم جميعاً في بيعتي فإني في بيعة أخي علي بن موسى الرضا، واعلموا أنه الإمام والخليفة من بعد أبي، وهو ولي الله والفرض علي وعليكم من الله ورسوله طاعته، بكل ما يأمرنا.
فكل من كان حاضراً خضع لكلامه، وخرجوا من المسجد، يقدمهم أحمد ابن موسى عليه السلام، وحضروا باب دار الرضا (ع)، فجددوا معه البيعة، فدعا له الرضا عليه السلام. ومع هذا فقد ورد فرقة باسم الأحمدية، وهم أتباع أحمد بن موسى يعتقدون بإمامته بعد استشهاد أبيه الإمام الكاظم (ع).
ثورة أحمد بن موسى (ع)
روي أن أحمد بن موسى (ع) قام على الخلافة العباسية، دون الإشارة إلى كيفية وتفاصيل هذا الحدث، كما أنّ هذه الأخبار التاريخية تتحدث عن مشاركة أحمد في قيام ابن طباطبا.
هجرته إلى إيران
ورد أن أحمد بن موسى توّجه إلى إيران بقافلة عظيمة عددها يتراوح بين 3000 إلى 15000 نفر، وقد ذكر لهذه الرحلة سببان هما:
الأخذ بثأر أخيه الإمام علي بن موسى الرضا (ع) الذي استشهد على يد المأمون.
جاء لزيارة أخيه بطوس، ولكن أثناء الطريق علم باستشهاده.
استشهاد أحمد بن موسى (ع) وأصحابه
الأخبار الواردة تتحدث أنّ قتلغ خان الذي كان حاكماً على شيراز من قبل المأمون في منطقة خان زينان التي تبعد عن شيراز بثمانية فراسخ التقى بأحمد بن موسى وقافلته وأخبره باستشهاد الإمام الرضا (ع)، الأمر الذي تسبب بهبوط معنوياتهم، وتشتت من جاء مع أحمد بن موسى، فتوّجه أحمد ومن صحبه من أقاربه إلى شيراز، واستشهد هناك إثر معركة حدثت آنذاك.
العثور على قبره
هناك أخبار متعددة وردت حول العثور على قبره، فمنها:
فخبر يقول: ليس هناك أي معلومة عن محل دفن أحمد بن موسى حتى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس للهجرة، ومن المصادر كرياض الأنساب لملك الكتّاب الشيرازي، وبحر الأنسابلتيموري تتحدث عن كشف قبره في القرن الرابع في عهد عضد الدولة الديلمي، كما ورد في خبر آخر أن قبر أحمد بن موسى كان متخفياً لثلاثمئة سنة، وتم العثور عليه في فترة حكم عضد الدولة الديلمي (372 – 338هـ).
وبناء على ما ورد في أنوار النعمانية نقلاً عن لباب الأنساب للبيهقي، وأيضاً ما ذكره السيد محسن الأمين عن لب الأنساب للموسوي النيشابوري أنّه تم العثور على قبر أحمد بن موسى بشيراز في بداية القرن الخامس للهجرة.
وهناك مصادر أخرى كـ”شدّ الآزار”، ورحلة ابن بطوطة، ونزهة القلوب التي تم تأليفها في القرن الثامن يتحدثون عن العثور على قبره في القرن السابع والثامن، وقد ورد في بعض الكتب أن قبر أحمد بن موسى تم العثور عليه في عهد الأمير مقرب الدين من وزراء وأقرباء الأتابك أبو بكر (658 ـ 653 هـ)، وعرف جنازته من خاتمه المنقوش عليه “العزة لله أحمد بن موسى”.
لقب شاهجراغ
لقد اشتهر أحمد بن موسى بين أهالي مدينة شيراز ب:شاهجراغ (بالفارسي: شاهچراغ) ومعناه: ملك الضياء، لكن لا يوجد أي معلومة في الكتب المتقدمة حول هذا اللقب، وقد تم انتساب هذا اللقب إليه في القصص والكتب المتأخرة.
مدفن أحمد بن موسى (ع)
هناك ثلاثة آراء حول قبره ومدفنه:
خراسان
غير معلوم
شيراز (وهو الرأي المشهور عند العلماء والمؤرخين)
أولاده
إن أغلب علماء النسب لم يذكروا لأحمد بن موسى أولاداً فهو لم يعقب، ولكن هناك من ذكر له أولاد كضامن بن شدقم، حيث أورد أن له أربعة أولاد هم: محمد، وعلي، وعبد الله، وداود، وورد أيضاً أن إبراهيم المعروف بفيض القمي المدفون بمدينة قم هو من أولاد أحمد بن موسى.