اَللَّهُمَّ يا ذَا الْمُلْكِ الْمَتَاَبَّدِ بِالْخُلُودِ، والسُّلْطانِ الْمُمْتَنِعِ بِغَيْرِ جُنُودٍ، والْعِزِّ الْباقي عَلى مَرِّ الدُّهُورِ، عَزَّ سُلْطانُكَ عِزّاً لا حَدَّ لَهُ ولا مُنْتَهى لِاخِرِهِ، واسْتَعْلى مُلْكُكَ عُلُوّاً سَقَطَتِ الْاَشْياءُ دُونَ بُلُوغِ اَمَدِهِ، ولا يَبْلُغُ اَدْنى مَا اسْتَأْثَرْتَ بِهِ مِنْ ذلِكَ نُعُوتَ اَقْصى نَعْتِ النَّاعِتينَ.
ضَلَّتْ فيكَ الصِّفاتُ، وتَفَسَّخَتْ (۱) دُونَكَ النُّعُوتُ، وحارَتْ في كِبْرِيائِكَ لَطائِفُ الْاَوْهامِ، كَذلِكَ اَنْتَ اللَّهُ في اَوَّلِيَّتِكَ، وعَلى ذلِكَ اَنْتَ دائِمٌ لا تَزُولُ، وكَذلِكَ اَنْتَ اللَّهُ في اخِرِيَّتِكَ، وكَذلِكَ اَنْتَ ثابِتٌ لا تَحُولُ، واَنَا الْعَبْدُ الضَّعيفُ عَمَلاً، الْجَسيمُ اَمَلاً.
خَرَجَتْ مِنْ يَدَىَّ اَسْبابُ الْوُصُلاتِ اِلى رَحْمَتِكَ، وتَقَطَّعَتْ عَنّي عِصَمُ الْامالِ (۲) اِلاَّ ما اَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ، قَلَّ عِنْدي مَا اَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طاعَتِكَ، وكَثُرَ عِنْدي ما اَبُوءُ (۳) بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، ولَنْ يَفُوتَكَ عَفْوٌ عَنْ عَبْدِكَ واِنْ اَساءَ فَاعْفُ عَنّي.
(۱) تفسّخت: تقطّعت وتمزّقت.
(۲) عصم الامال: اسبابها التي اتمسّك بها.
(۳) ابوء به: اعترف به.