اَللَّهُمَّ اِنّي لَوْ بَكَيْتُ حَتّى تَسْقُطَ اَشْفارُ (۱٦) عَيْنَىَّ، وانْتَحَبْتُ حَتّى يَنْقَطِعَ صَوْتي، وقُمْتُ لَكَ حَتّى تَتَنَشَّرَ (۱۷) قَدَماىَ، ورَكَعْتُ لَكَ حَتّى يَنْخَلِعَ صُلْبي، وسَجَدْتُ لَكَ حَتّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتاىَ، واَكَلْتُ التُّرابَ طُولَ عُمْري، وشَرِبْتُ ماءَ الرَّمادِ اخِرَ دَهْري وذَكَرْتُكَ في خِلالِ ذلِكَ حَتّى يَكِلَّ لِساني.
ثُمَّ لَمْ اَرْفَعْ طَرْفي اِلى افاقِ السَّماءِ اِسْتِحْياءً مِنْكَ لَمَا اسْتَوْجَبْتُ بِذلِكَ مَحْوَ سَيِّئَةٍ واحِدَةٍ مِنْ سَيِّئاتي، فَاِنْ كُنْتَ تَغْفِرُ لي بِالْاِسْتِحْقاقِ، ولا اَنَا اَهْلٌ لَهُ عَلَى الْاِسْتيجابِ اِذْ كانَ جَزائي مِنْكَ مِنْ اَوَّلِ ما عَصَيْتُكَ النَّارَ، فَاِنْ تُعَذِّبْني فَاِنَّكَ غَيْرُ ظالِمٍ.
اِلهي فَاِنْ تَغَمَّدْتَني (۱۸) بِسِتْرِكَ فَلَمْ تَفْضَحْني، واَمْهَلْتَني بِكَرَمِكَ فَلَمْ تُعاجِلْني، وحَلُمْتَ عَنّي بِتَفَضُّلِكَ فَلَمْ تُغَيِّرْ نِعَمَكَ عَلَىَّ ولَمْ تُكَدِّرْ مَعْرُوفَكَ عِنْدي، فَارْحَمْ طُولَ تَضَرُّعي، وشِدَّةَ مَسْكَنَتي (۱۹)، وسُوءَ مَوْقِفي.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ، واَنْقِذْني مِنَ الْمَعاصي، واسْتَعْمِلْني بِالطَّاعَةِ، وارْزُقْني حُسْنَ الْاِنابَةِ، وطَهِّرْني بِالتَّوْبَةِ واَيِّدْني بِالْعِصْمَةِ، واسْتَصْلِحْني بِالْعافِيَهِ، وارْزُقْني حَلاوَةَ الْمَغْفِرَةِ واجْعَلْني طَليقَ عَفْوِكَ.
وَاكْتُبْ لي اَماناً مِنْ سَخَطِكَ وبَشِّرْني بِذلِكَ فِي الْعاجِلِ دُونَ الْاجِلِ بُشْرىً اَعْرِفُها، وعَرِّفْني لَهُ عَلامَةً اَتَبَيَّنُها، اِنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيْكَ في وُسْعِكَ ولا يَتَكَأَّدُكَ (۲۰) في قُدْرَتِكَ، واَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
(۱٦) الشفر: اصل منبت شعر الجفن.
(۱۷) تنتشر: تنتفخ.
(۱۸) تغمّدتني: غمرتني.
(۱۹) مسكنتي: خضوعي وذلّي.
(۲۰) يتكأدك: يشقّ عليك.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية