سُبْحانَكَ فَما اَعْجَبَ ما اَشْهَدُ بِهِ عَلى نَفْسي، واُعَدِّدُهُ مِنْ مَكْنُونِ اَمْري، واَعْجَبُ مِنْ ذلِكَ اَناتُكَ (۱۳) عَنّي، واِبْطاؤُكَ عَنْ مُعاجَلَتي، ولَيْسَ ذلِكَ مِنْ كَرَمي عَلَيْكَ، بَلْ تَأَنِّياً مِنْكَ بي، وتَفَضُّلاً مِنْكَ عَلَىَّ، لِاَنْ اَرْتَدِعَ عَنْ خَطيئَتي، ولِاَنَّ عَفْوَكَ اَحَبُّ اِلَيْكَ مِنْ عُقُوبَتي.
بَلْ اَنَا يا اِلهي اَكْثَرُ ذُنُوباً، واَقْبَحُ اثاراً، واَشْنَعُ اَفْعالاً، واَشَدُّ فِي الْباطِلِ تَهَوُّراً (۱٤)، واَضْعَفُ عِنْدَ طاعَتِكَ تَيَقُّظاً، واَغْفَلُ بِوَعيدِكَ انْتِباهاً، مِنْ اَنْ اُحْصِيَ لَكَ عُيُوبي، واَقْدِرَ عَلى تَعْديدِ ذُنُوبي.
وَاِنَّما اُوَبِّخُ بِهذا نَفْسي طَمَعاً في رَأْفَتِكَ الَّتي بِها صَلاحُ اَمْرِ الْمُذْنِبينَ، ورَجاءً لِعِصْمَتِكَ الَّتي بِها فَكاكُ رِقابِ الْخاطِئينَ.
اَللَّهُمَّ وهذِهِ رَقَبَتي قَدْ اَرَقَّتْهَا (۱٥) الذُّنُوبُ فَاَعْتِقْها بِعَفْوِكَ، وقَدْ اَثْقَلَتْهَا الْخَطايا، فَخَفِّفْ عَنْها بِمَنِّكْ.
(۱۳) اناتك: حلمك.
(۱٤) التهّور: الوقوع في الشيء بقلّة مبالات.
(۱٥) ارقـّتها: ملكتها.