وَكُلٌّ يَتَفَيَّؤُا في ظِلالِ تَأْميلِ عَفْوِكَ، ويَتَضاءَلُ(۹) بِالذُّلِّ لِخَوْفِكَ، ويَعْتَرِفُ بِالتَّقْصيرِ في شُكْرِكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ صُدُوفُ مَنْ صَدَفَ عَنْ طاعَتِكَ، ولا عُكُوفُ مَنْ عَكَفَ عَلى مَعْصِيَتِكَ اَنْ اَسْبَغْتَ عَلَيْهِمُ النِّعَمَ، واَجْزَلْتَ لَهُمُ الْقِسَمَ، وصَرَفْتَ عَنْهُمُ النِّقَمَ، وخَوَّفْتَهُمْ عَواقِبَ النَّدَمِ، وضاعَفْتَ لِمَنْ اَحْسَنَ، وَاَوْجَبْتَ عَلَى الْمُحْسِنينَ شُكْرَ تَوْفيقِكَ لِلْاِحْسانِ، وعَلَى الْمُسييءِ شُكْرَ تَعَطُّفِكَ بِالْاِمْتِنانِ، ووَعَدْتَ مُحْسِنَهُمُ الزِّيادَةَ(۱۰) فِي الْاِحْسانِ مِنْكَ. فَسُبْحانَكَ تُثيبُ عَلى ما بَدْؤُهُ مِنْكَ، وانْتِسابُهُ اِلَيْكَ، والْقُوَّةُ عَلَيْهِ بِكَ، والْاِحْسانُ فيهِ مِنْكَ، والتَّوَكُّلُ فِي التَّوْفيقِ لَهُ عَلَيْكَ. فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ مَنْ عَلِمَ اَنَّ الْحَمْدَ لَكَ، واَنَّ بَدْأَهُ مِنْكَ، ومَعادَهُ اِلَيْكَ، حَمْداً لايَقْصُرُ عَنْ بُلُوغِ الرِّضا مِنْكَ، حَمْدَ مَنْ قَصَدَكَ بِحَمْدِهِ، واسْتَحَقَّ الْمَزيدَ لَهُ مِنْكَ في نِعَمِهِ، ولَكَ مُؤَيِّداتٌ مِنْ عَوْنِكَ، ورَحْمَةٌ تَخُصُّ بِها مَنْ اَحْبَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ واخْصُصْنا مِنْ رَحْمَتِكَ ومُؤَيِّداتِ لُطْفِكَ اَوْجَبَها(۱۱) لِلْاِقالاتِ، واَعْصَمَها مِنَ الْاِضاعاتِ، واَنْجاها مِنَ الْهَلَكاتِ، واَرْشَدَها اِلَى الْهِداياتِ، واَوْقاها مِنَ الْافاتِ، واَوْفَرَها مِنَ الْحَسَناتِ، واثَرَها(۱۲) بِالْبَرَكاتِ، واَزْيَدَها فِي الْقِسَمِ، واَسْبَغَها لِلنِّعَمِ، واَسْتَرَها لِلْعُيُوبِ، واَسَرَّها لِلْغُيُوبِ، واَغْفَرَها لِلذُّنُوبِ، اِنَّكَ قَرِيبٌ مُّجِيبٌ.
(۹) تضاءل: صغر وضعف.
(۱۰)بالزيادة "خ ل".
(۱۱)باوجبها "خ ل".
(۱۲)انزلها "خ ل".