وفي كلمة له حول آخر التطورات، توجه السيد بالتعزية أيضاً لعائلة الراحل الدكتور رمضان عبدالله شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي، واكد أن الراحل كان يستحق احتفالا تأبينيا لائقا بقامته وتاريخه وموقعه لكن الظروف الصحية حالت دون ذلك. وقال السيد نصرالله إن الدكتور رمضان عبدالله شلح كان بالنسبة لشريحة كبيرة من الفلسطينيين قائدًا حكيمًا وبالنسبة لنا كان أخًا حبيبا وصديقًا وفيًا وعزيزًا، وأضاف أنه “على المستوى الشخصي كانت لدينا لقاءات عديدة مع الدكتور شلح ومعرفتي به عن قرب وشهادتي به حسية”.
وشدد السيد نصرالله على أن الدكتور رمضان عبد الله شلح كان مؤمناً بالمقاومة إلى أبعد الحدود وكانت تتوفر فيه كل مقومات القيادة، وكان حريصاً على الوحدة الفلسطينية وتكامل الفلسطينيين مع بعضهم البعض، وتابع “حرص الدكتور رمضان على العلاقة بين الفصائل المقاومة ولم تحكمه العقلية الحزبية بل كان حريصًا على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكان يعمل في موضوع الوحدة الإسلامية يعمل من أجل التقريب بين المسلمين وكان يطرح أفكارًا بعيدا عن المجاملات والشعارات”.
وأشار السيد نصرالله إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تطورت في عهد الدكتور رمضان شلح وحجزت لنفسها مكانًا كبيرًا في ساحة المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ولفت إلى أنه برحيل الدكتور رمضان عبد الله شلح فقدنا قائداً عظيماً وعزيزاً ونأمل أن يواصل إخوانه دربه ونهجه.
لبنانياً، تحدث الأمين العام لحزب الله عن فقد القائد الحاج حسن فرحات، وقال ” فقدنا خلال الأيام الماضية قائدًا جهاديًا عزيزًا وكبيرًا هو الأخ الحاج حسن فرحات – الحاج أبو علي”، مشيراً إلى أن الراحل كان من الجيل المؤسس للمقاومة الإسلامية الجيل الذي أعطى كل حياته من أجل المقاومة، وإلى أن الحاج أبو علي بدأ في المسيرة مجاهدًا مقاومًا إلى أن أصبح له موقع متقدم وأسس محورًا للمقاومة في إقليم التفاح جنوب لبنان.
وأضاف السيد نصرالله إلى ان “الحاج أبو علي فرحات تولى قيادة مسؤولية العمليات المركزية في المقاومة وصولًا إلى المعركة في سوريا حيث كان من قادة المقاومة الميدانيين وكان له حضوره المميز في معركة حلب”، وقال “أنا من الذين عايشوا الحاج أبو علي فرحات عن قرب وهو شخص هادئ صبور وحليم وخفيف الظل، وهم من القادة القدوة في الجهاد وتحمل المسؤولية والسلوك الفردي والأخلاقي والأدبي”.
مصلحة لبنان ببقاء الحكومة ومعلوم من يقف خلف التظاهرة ضد سلاح المقاومة
وفي السياسة المحلية اللبنانية، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “الحديث عن إسقاط الحكومة أو استقالتها ليس له أي أساس من الصحة ويندرج في إطار الشائعات ولم نسمع أي شيء من هذا القبيل داخل الحكومة”، وأكد أن “البعض يروج أن حزب الله وأمل يريدان اسقاط الحكومة”، داعياً إلى التهدئة ورأب الصدع ولم الشمل في ظل الاوضاع الراهنة في لبنان.
وأكد السيد نصرالله أن “المصلحة هي استمرار الحكومة وبذل ما أمكن من جهود لكون الوضع الحالي لا يتحمل أي تغييرات على هذا المستوى”، مشيراً إلى أن أي خطوات للتقارب والتهدئة بين القوى السياسية المختلفة يجب تشجيعها وإخراجها من البازار السياسي.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن “الدعوات للتظاهر من أجل نزع سلاح المقاومة أصلها خاطئ وظالم لثوار 17 تشرين”، مؤكداً أن هذه الدعوات ليست اولوية للشعب اللبناني، ودعا إلى الفصل بين التعبير تجاه سلاح المقاومة والقضايا المطلبية المحقة. وأكد السيد نصرالله أن تحرك السادس من حزيران ضد سلاح المقاومة كان فاشلاً وواجه انتكاسة، وأن الخلط بين شعار نزع سلاح المقاومة والشعارات المطلبية المحقة أمر مدان.
وأعلن السيد نصرالله أن الأحزاب والشخصيات التي تقف خلف التظاهرة ضد سلاح المقاومة في 6 حزيران معروفة للجميع، وقال إن “التحرك الذي حصل في 6-6 والمطالب بنزع سلاح المقاومة بدا ضعيفًا وهزيلًا رغم التحريض والتهويل ورهان السفارة الأمريكية الكبير عليه”، وإن “الطريقة التي تتبعها بعض القوى السياسية بهدف نزع سلاح المقاومة لن تجدي نفعاً بل عليها أن تقدم البديل”.
واعتبر السيد نصرالله إنه “إذا كان خصومنا جديون في نزع سلاح حزب الله فطريقتهم بالشتم والكلام لن تصل إلى نتيجة”، و”إذا أراد البعض سحب سلاح المقاومة فليقنع أهل المقاومة بالخيار البديل وبالشعارات لن يستطيعوا إقناع هذه البيئة ولو استمروا لملايين السنين”، وأضاف أن “موضوع سلاح المقاومة أعمق وأهم من أن يعالج بالاتهامات والشتائم هنا وهناك”، وهو “بالنسبة لبيئة المقاومة هو جزء من ثقافة وعقيدة استراتيجية وأعمق بكثير مما يطرحه البعض”.
وقال السيد نصرالله إنه “من الأمور التي حذرنا منها خلال الاحتجاجات التصادم مع الجيش والشتم وقطع الطرقات”، وتابع أنه “في لبنان هناك حالة تفلت وانحطاط أخلاقي على مواقع التواصل الاجتماعي وهناك صعوبة في الضبط الكامل والشامل”، وقال إن “مسؤوليتنا جميعًا في المجتمع والدولة ألا نسمح بذهاب بلدنا إلى الفوضى والفتنة بالأخص إذا كان لها طابع مذهبي وسياسي”، داعياً إلى التصرف بمسؤولية والتعاطي مع كل حدث بحدوده الطبيعية ولا يجب أن ندخل في معارك مذهبية بسبب سفيه أو عميل.
وأكد السيد نصرالله إن “البناء على حادثة فردية لشتم الرموز الدينية لاستهداف الآخرين جريمة بحق أنفسنا قبل غيرنا”، لافتاً إلى أن “الذي يرقى إلى مستوى الخيانة الأخلاقية هو تورط قيادات سياسية ودينية في التحريض المذهبي”.
وأكد السيد نصرالله أن التحريض هو أخطر بكثير من قضية الاعتداء على الأملاك العامة لأنه يستحضر فتنة، وأوضح أن أحداث العنف الأخيرة خصوصا يوم السبت الماضي في بيروت وطرابلس هي أحداث مدانة بكل المعايير، وطالب رسميا الأجهزة الأمنية والقضائية بإستدعاء الذين قاموا بالأحداث الى التحقيق والإعلان عن هويتهم.
وشدد السيد نصر الله على ان “محاولة تحميل الشيعة كطائفة والضاحية مسؤولية الأحداث التي حصلت تجنٍ غير مقبول ومرفوض ومدان ويجب أن نبحث عن خلفيات هذه الحملة”، وقال إنه “من أجل منع الفتنة والصدام وعودة خطوط التماس سنفعل أي شيء بما فيه نزول شبابنا إلى الشارع”، وأضاف أن “تحميل حزب الله وحركة أمل مسؤولية الأفعال الفردية للبعض في بيئتهما هو تجن”، وقال إن حزب الله وحركة أمل ليسا مسؤولين عن اي صوت أو خطوة يصدر من الشعية أو من الضاحية الجنوبية”، وأكد أن “توجيه الاتهامات إلى حزب الله وحركة أمل بلغ مستوى من العبث والانحطاط والدناءة”.
جهات سياسية تحمي مصرفاً أخرج عشرات ملايين الدولارات من لبنان وهناك مؤامرة أميركية على البلاد
إقتصادياً، أكد السيد حسن نصرالله أن “المسألة الأساسية بموضوع ارتفاع سعر الدولار مرتبطة بقانون العرض والطلب”، وأن “الأميركيون يتدخلون ويضغطون على مصرف لبنان لمنع ضخّ الدولار في الأسواق”، موضحاً أن هناك معلومات أكيدة وقطعية أن الأميركيين يمنعون نقل الكميات الكافية واللازمة من الدولار إلى لبنان، وأن “الإدارة الأميركية تمنع وصول الدولار إلى لبنان وتضغط على المصرف المركزي بحجة أنه يتم جمعه ونقله لسوريا”.
وشدد الامين العام لحزب الله أن الحزب يأتي بالدولار إلى لبنان ولا يجمعه، وقال إن “هناك مصرف لبناني محمي من جهات سياسية جمع منذ آب 2019 عشرات ملايين الدولارات وأخرجها من لبنان”، وأوضح أن “20 مليار دولار أخرجت من البنوك وفق بيانات ومحاضر رسمية في الفترة الماضية فمن الذي أخرجها؟”، وشدد على أن “موضوع الدولار مؤامرة أميركية على لبنان وشعبه وليرته واقتصاده وهناك من يدير هذه العملية.”
وأشار السيد نصرالله إلى انه “بإمكان السلطات اللبنانية البحث عن بلدان على سبيل المثال إيران تبيعنا الوقود او الكهرباء باعتماد العملة المحلية”، وقال إن على اللبناني أن يقبل قبل التوجه لإيران وغيرها إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، وقال “أقول للشعب اللبناني لا تيأس وهناك خيارات ويجب أن تساعدنا اذا قال المسؤولون اللبنانيون قالوا “لأ” خوفا من الأميركيين”، وإن “الانفتاح على دول أخرى لتأمين احتياجات لبنان من دون الحاجة للعملة الصعبة ينقل البلد من مكان لآخر”.
لن نسمح أن يجوع لبنان ولدينا معادلة مهمة وخطيرة
وأكد السيد نصرالله أن “أميركا لا تفتش في لبنان إلا على مصالح إسرائيل وأمن إسرائيل والحدود البرية والبحرية للكيان ومستقبله”، و “الأميركيون لا يبحثون عن سيادة ومصلحة لبنان ولا يعملون محبة بالشعب اللبناني وهم يبحثون فقط عن المصالح الإسرائيلية”، وقال “المراهنون على جوعنا نقول لهم لن نجوع ولن نسمح أن يجوع لبنان”، و”لن نسلم للامريكيين ولن نخضع لكم تحت ضغط التجويع”.
وقال إن “الأميركيين يضغطون على لبنان ليس حباً بالشعب اللبناني وهم يعاقبونه ولا حرصاً على قوانينه وهم يدوسونها”، و”من ينتظر تأليب بيئة المقاومة عليها سيفشل وعليه أن ييأس”، وأضاف “اذا ارادوا ان يوصلونا الى معادلة (الخبز مقابل سلاح المقاومة) ستكون لنا معادلة لا نكشف عنها الان”، وأضاف “لدينا معادلة مهمة وخطيرة -ولن أتحدث عنها- في حال استمر الأمريكيون في محاولتهم لتجويع اللبنانيين”، وأكد أنه “من سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع سيبقى سلاحنا في أيدينا ونحن سنقتله”.
لجوء أميركا إلى قانون قيصر هو دليل على انتصار سوريا
وأكد السيد نصرالله أن “لجوء أميركا إلى قانون قيصر هو دليل على انتصار سوريا في الحرب العسكرية والميدانية لأنه آخر أسلحتها”، وقال إن “حلفاء سوريا الذين وقفوا معها سياسيا وعسكريا لن يتخلوا عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية ولن يسمحوا لها أن تسقط”، وأكد أن “المستهدف من قانون قيصر هو الشعب السوري وعودة الحرب الاهلية”.
وقال السيد نصرالله إن “الذي قدم الدم والشهداء لتبقى سوريا موحدة ولا تخضع لأمريكا وإسرائيل لن يسمح لقانون قيصر أن يلحق الهزيمة بسوريا”، ودعا اللبنانيين إلى ألا يفرحوا بقانون قيصر لأنه يؤذيهم كثيراً وربما بما هو أكثر من سوريا، وقال “لا يجب أن نخضع لقانون قيصر ولا يجب أن يكون الرأي الرسمي والشعبي الخضوع لهذا القانون”، و “أتفهم عدم قدرة الحكومة على مواجهة الولايات المتحدة لكن ما أطالب به عدم الخضوع لقانون قيصر”.
وشدد السيد نصرالله على أن “سوريا في الحاضر والمستقبل تمثل الفرصة الأكبر للشركات اللبنانية للمشاركة باعادة الاعمار”، وأضاف “كل الفرص المتاحة أمام اللبنانيين يقفلها الأميركيون ليسلموا رقابهم للإسرائيلي لكن ذلك لن يحصل”، مشيراً إلى أننا “نواجه حربًا اقتصادية وعلينا أن نتحلى بإرادة الحرب ولن نخضع للأمريكيين”.
المصدر: موقع المنار