وتساءل مغردون وناشطون سعوديون، ومن بينهم الناشط المعارض البارز عمر الزهراني، في تغريدة له على موقع "تويتر"، أمس الإثنين، عن العساكر، قائلاً: "أين الأستاذ بدر العساكر؟"، وهو ما أدّى إلى نشر حساب العساكر عبر موقع "تويتر" تغريدة للمرة الأولى منذ أكثر من شهر، تضمنت مقطع فيديو للمفكر المصري الدكتور مصطفى محمود، لإيصال رسالة بأنه لا يزال طليقاً وغير معتقل.
لكنّ مصدرين متطابقين وبارزين في المعارضة السعودية، قالا، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ العساكر تعرض للاعتقال والإيقاف في الفترة الماضية، برفقة عدد من أمراء الأسرة الحاكمة، من دون توضيح السلطات سبب اعتقاله حتى الآن.
وأكد أحد المصدرين البارزين، أنّ "العساكر معتقل بلا شك، والتغريدة كُتبت كردّ على قيام المعارضة السعودية بإثارة الموضوع، وهو أمر سبق أن حدث مع سلمان العودة، حينما قامت السلطات بإرسال رسائل نصية من جواله من دون علمه وهو معتقل".
وأكد المصدر أن هناك "كراهية" شخصية بين بدر العساكر الذي يرى نفسه منحدراً من أسرة ثرية ومتعلمة وناجحة، وبين سعود القحطاني المستشار السابق في الديوان الملكي والمتورط الأبرز في عملية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وتعذيب الناشطة الحقوقية لجين الهذلول.
وأوضح المصدر الذي كان مقرباً من النظام في وقت سابق، أن العساكر والقحطاني كانا يتحينان الفرصة لإسقاط بعضهما، وجاءت أزمة خاشقجي لتبعد القحطاني، لكن العساكر تورط في قضية اختراق موقع "تويتر"، ما أدى إلى إبعاده نوعاً ما عن المشهد.
وأعلنت الشرطة الفيدرالية الأميركية توجيه اتهامات لثلاثة أشخاص مرتبطين بالسعودية، هم أحمد الجبرين المطيري، والعاملان في موقع "تويتر" علي آل زبارة وأحمد أبو عمو، وذلك بسبب تسريبهم بيانات معارضين سعوديين لصالح السلطات الأمنية السعودية.
واتُهم بدر العساكر، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، بتمويل هؤلاء المخترقين المطلوبين للعدالة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث قام بمنح اللبناني الأميركي أحمد أبو عمو مبالغ مالية وساعات ثمينة، مقابل تسريب بيانات معارضين سعوديين، أحدهم يعيش في كندا مع عائلته.
وشارك العساكر في تأسيس شركة "سماءات"، مع المطلوب في الولايات المتحدة الأميركية أحمد الجبرين المطيري، وهي الشركة التي أصبحت واجهة عمليات التجسس على المعارضين في الخارج.
وينحدر العساكر من أسرة تجارية متوسطة في الرياض، حيث تعرّف على الأمير الشاب عام 2006، وبدأ بإدارة بعض المشاريع التجارية الخاصة بوالده الملك سلمان، والذي كان أمير الرياض آنذاك، قبل أن يصبح رئيساً لمؤسسة "مسك" الخيرية التابعة لمحمد بن سلمان، ثم مديراً لمكتبه، عقب نجاح الأمير الشاب في الانقلاب على ابن عمه الأمير محمد بن نايف في منتصف عام 2017.
وورد اسم العساكر في قضية اغتيال خاشقجي، حيث أفادت التقارير بقيام ماهر مطرب، أحد منفذي العملية، بالاتصال به وقت التنفيذ، لكن النيابة العامة السعودية لم توجه له أي اتهام.