إلهي إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك، فقد آنسني باليقين مكارم عطفك، إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك، فقد أنبهتني المعرفة يا سيدي بكرم آلائك.
إلهي إن عزب (٤) لُبّي عن تقويم ما يصلحني، فما عَزَبَ إيقاني بنظرك إليّ فيما ينفعني، إلهي إن انقرضت بغير ما أحببت من السعي أيامي، فبالايمان أمضيت السالفات من أعوامي.
إلهي جئتك ملهوفاً وقد اُلبست عدم فاقتي، وأقامني مع الأدلاّء بين يديك صدق حاجتي، إلهي كَرُمْتَ فاكرمني إذ كنت من سؤالك، وجُدتَ بالمعروف، فأخلطني بأهل نوالك.
إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا، وعن التعرّض لسواك بالمسألة عادلا، وليس من شأنك ردّ سائل ملهوف ومضطرّ لانتظار خير منك مألوف.
إلهي أقمت على قنطرة الأخطار مَبلوّاً بالأعمال والاختبار، إن لم تُعِن عليها بتخفيف الأثقال والأصار (٥)، إلهي أمِن أهل الشقاء خلقتني فاُطيل بكائي، أم من أهل السعادة خلقتني فاُبشر رجائي.
(٤) العزوب: الغيبة والذهاب.
(٥) الآصار جمع الاصر: الذنب والثقل.