عن ميثم رضي الله عنه قال: أصحر بي مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلة من الليالي، قد خرج من الكوفة وانتهى إلى مسجد جعفي، توجّه إلى القبلة وصلّى أربع ركعات، فلمّا سلّم وسبّح بسط كفّيه وقال:
إلهي كيف أدعوك وقد عصيتك، فكيف لا أدعوك وقد عرفتك، وحبّك في قلبي مكين، مددت إليك يداً بالذنوب مملوّة، وعيناً بالرجاء ممدودة، إلهي أنت مالك العطايا، وأنا أسير الخطايا، ومن كرم العظماء الرفق بالاُسراء، وأنا أسير بجرمي مرتهن بعملي.
إلهي ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله، وأوحش المسلك على من لم تكن أنيسه.
إلهي لئن طالبتني بذنوبي لاُطالبنّك بعفوك، وإن طالبتني بجريرتي لاُطالبنّك بكرمك، وإن طالبتني بشرّي لاُطالبنّك بخيرك، وإن جمعت بيني وبين أعدائك في النار لاُخبرنّهم أنّي كنت لك مُحبّاً، وأنني كنت أشهد أن لا إله إلاّ الله (۱).
إلهي هذا سروري بك خائفاً فكيف سروري بك آمناً، إلهي الطاعة تسرّك والمعصية لا تضرّك، فهب لي ما تسرّك واغفر لي ما لا تضرّك، وتُب عليّ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري وانمحى من المخلوقين ذكري، وصرت من المنسيين كمن قد نُسي.
(۱) الا الله (خ ل).