يا سيدي فلا تحرمني ما جدت به على من اسرف على نفسه وعصاك ثم ترضّاك، ولا تهلكني ان عذت بك ولذت وانخت بفنائك واستجرت بك ان دعوتك يا مولاي، فبذلك امرتني وانت ضمنت لي، وان سألتك فاعطني، وان طلبت منك فلا تحرمني.
الهي اغفر لي وتب علي وارض عني، وان لم ترض عني فاعف عني، فقد لايرضى المولى عن عبده ثم يعفو عنه، ليس تشبه مسألتي مسألة السؤال، لان السائل اذا سأل وردّ، ومنع امتنع ورجع، وانا اسألك والحّ عليك بكرمك وجودك وحياءك من رد سائل مستعط، يتعرض لمعروفك ويلتمس صدقتك وينيخ بفنائك ويطرق بابك.
وعزتك وجلالك يا سيدي لو طبقت ذنوبي بين السماء والارض وخرقت النجوم وبلغت اسفل الثرى، وجاوزت الارض السابعة السفلى، واوفت على الرمل والحصى، ما ردني اليأس عن توقع غفرانك ولا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك.