إلهي وقد علمت حاجة نفسي إلى ما تكفلت لي به من الرزق في حياتي، وعرفت قلة استغنائي عنه من الجنة بعد وفاتي، فيامن سمح لي به متفضلا في العاجل، لا تمنعنيه يوم فاقتي إليه في الآجل، فمن شواهد نعماء الكريم استتمام نعمائه ومن محاسن آلاء الجواد استكمال آلائه، إلهي لولا ما جهلت من أمري ما شكوت عثراتي، ولولا ما ذكرت من التفريط ما سفحت عبراتي.
إلهي صل على محمد وآل محمد، وامح مثبتات العثرات بمرسلات العبرات، وهب لي كثير السيئات لقليل الحسنات، إلهي إن كنت لا ترحم إلا المجدين في طاعتك فإلى من يفزع المقصرون، وإن كنت لا تقبل إلا من المجتهدين، فإلى من يلتجئ المفرطون، وإن كنت لا تكرم إلا أهل الإحسان، فكيف يصنع المسيئون، وان كان لا يفوز يوم الحشر إلا المتقون فبمن يستغيث المذنبون.
إلهي إن كان لا يجوز على الصراط إلا من أجازته براءة عمله، فأنى بالجواز لمن لم يتب إليك قبل انقضاء أجله، إلهي إن لم تجد إلا على من عمر بالزهد مكنون سريرته، فمن للمضطر الذي لم يرضه بين العالمين سعي نقيبته(٤).
(٤) النقيبة: النفس.