إلهي صل على محمد وآل محمد، وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري وامَّحى من المخلوقين ذكري، وصِرتُ في المنسيين كمن قد نُسِيَ، الهي كبر سِنّي ودَقّ عظمي ورقّ جلدي، ونال الدهرُ منّي واقترب أجلي، ونَفِدَت أيامي، وذهبت شهوتي، وبقيت تبعتي، وامتحت محاسني، وبُليَ جسمي، وتقطّعت أوصالي، وتفرّقت أعضائي.
إلهي أفحَمتني ذنوبي، وقطعت مقالتي، فلا حجة لي ولا عذرَ، فأنا المُقِرُّ بجرمي والمعترف بإساءتي، الأسيرُ بذنبي، المرتهن بعملي، المُتهوّرُ في بحور خطيئتي، المُتحيّر عن قصدي المنقطع بي، فصلّ على محمّد وآل محمّد وارحمني برحمتك وتجاوز عنّي.
إلهي إن كان صَغُرَ في جنب طاعتك عملي، فقد كَبُرَ في جنب رجائك أملي، الهي كيف أنقلبُ بالخيبة من عندك محروماً، وكان ظنّي بجودك أن تقلُبني مرحوماً، الهي إن لم اُسلّط على حسن ظنّي بك قنوطَ ظنّ الآيسين، فلا تبطل صدق رجائي بك بين الأملين.