الهي انهملت(٥۰) عبراتي حين ذكرت عثراتي، وما لها لا تنهمل وما ادري الى ما يكون مصيري، وعلى ماذا يهجم عند البلاغ مسيري، وارى نفسي تخاتلني، وايامي تخادعني، وقد خفقت فوق راسي اجنحة الموت، ورمقتني(٥۱) من قريب اعين الفوت، فما عذري وقد حشا مسامعي(٥۲) رافع الصوت.
الهي لقد رجوت ممن البسني بين الاحياء ثوب عافيته ان لايعريني منه بين الاموات بجود رأفته، وقد رجوت ممن تولاني في حياتي باحسانه ان يتغمدني عند وفاتي بغفرانه.
يا انيس كل غريب آنس في القبر غربتي، ويا ثاني كل وحيد ارحم في القبر وحدتي، ويا عالم السر والنجوى، ويا كاشف الضر والبلوى، كيف نظرك لي بين سكان الثرى، وكيف صنيعك الي في دار الوحشة والبلى، فقد كنت بي لطيفا ايام حياة الدنيا، يا افضل المنعمين في نعمائه.
الهي كثرت اياديك عندي فعجزت عن احصائها، وضقت ذرعاً في شكري لك بجزائها، فلك الحمد على ما اوليت، ولك الشكر على ما ابليت ولك الحمد على ما اعطيت، الهي احب الامور الى نفسي واعودها منفعة علي في رمسي ما ترشدها بهدايتك اليه وتدنيها برحمتك عليه فصل على محمد وآله واستعملها بذلك اذ كنت ارحم بها مني.
(٥۰) انهمل عينه: فاضت وسالت.
(٥۱) رمقه بعينه: اطال النظر اليه.
(٥۲) حشا مسامعي: دخل في مسامعي.