اكد قائد الثورة الاسلامية المعظم الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله) على ان (الامام الخميني كان إمام التغيير والتحول طوال حياته قبل الثورة وبعدها وانه كان يتبع نهج الانبياء ـ عليهم السلام ـ في ايقاظ ضمائر بني البشر وتحفيز الكوامن المعنوية والروحية في نفوسهم).
واوضح القائد الخامنئي (ان حركة الامام الخميني التغييرية كانت قائمة على الاسس المعرفية الاسلامية، لان التغيير الناتج خلاف تلك الاسس سيؤدي الى الطريق الخطأ، كما ان الأقدام لن تكون راسخة خلال خوض هذا المسار).
وتتأتى اهمية كلمة سماحة قائد الثورة من كونها جاءت بالوقت الذي يعيش فيه العالم ارهاصات التغيير الشامل الذي تنتظره الامم والشعوب وتزامنا مع الوحشية التي ظهرت بها اميركا في تعاملها العنصري الظالم مع المواطنين السود بالولايات المتحدة.
لقد بنى إمامنا الراحل نهجه الاصلاحي انطلاقا من القرآن والسنة النبوية العطرة وتعاليم الائمة الاطهار (على نبينا وآله الصلاة والسلام).
فسماحته (طيب الله ثراه) لم يُقحم أياً من الايديولوجيات الوضعية المغرقة في عصبياتها المُقرفة وفي ادبياتها المجردة من الخلق والقيم النبيلة، في منهجه الذي اراد به تغيير العالم وليس الشعب الايراني فقط.
إن الثورة الاسلامية التي فجرها الامام الخميني في شباط 1979 صنعت مسارا جديدا للمجاهدين المؤمنين والمناضلين التحرريين ليس لليأس والتراجع والقنوط اليه سبيلا..مسار تنتظم فيه الاقوال والسلوكيات والممارسات على نسق متكامل لتصب كلها في بوتقة التغيير الايجابي الخلاق القادر على الصمود والمقاومة بوجه التحديات الكبرى.
ولذلك طالب قائد الثورة جميع ابناء الشعب وخص بالذكر جيل الشباب بإحداث حركات تغييرية في جميع قطاعات الحياة اقتصاديا وتعليميا واجتماعيا وعلى مستوى العائلة، ودعاهم الى العمل على بث الحيوية والانطلاق في جميع مؤسسات الجمهورية الاسلامية لئلا تتحول ايران يوما ما إلى بلد هرم.
الامام الخامنئي دعا الشعب الى ان يحذوا حذو زعيم الامة الراحل الامام الخميني العظيم(رض) في عملية النهوض الى مراتب الفاعلية والعطاء وكسر المعايير الاستكبارية وحثهم على عدم الشعور بالدونية في مقابل الغرب الذي انكشف زيفه عبر السلوكيات الهمجية التي مارسها دونالد ترامب والتي ادت الى افتضاح ما يسمى بالديمقراطية الاميركية واظهارها على حقيقتها وهي تبطش بمواطنيها السود المضطهدين وتقمع المتظاهرين الذين صاروا يرددون معا ( لا استطيع التنفس) تعاطفا مع شهيد العنصرية جورج فلويد.
انّ هذه الجريمة البشعة اعادت الى الاذهان السلوكيات الاميركية الوحشية في افغانستان وسوريا والعراق وفيتنام وفي باقي انحاء العالم حيث استنكرها سماحة القائد الخامنئي بشدة موضحا (ان الاحداث الراهنة في اميركا كشفت النقاب عن الحقائق التي طالما أخفتها حكومات الولايات المتحدة) مشيرا الى (ان شعار "لا استطيع التنفس" قد تحول الى تعبير عن ما يختلج في صدور ابناء البشرية كافة بسبب معاناتهم من سياسات واشنطن و سلوكياتها العدوانية الجائرة).
لقد قدم الامام الخامنئي في كلمته التاريخية منهاج عمل الجمهورية الاسلامية للسنوات القادمة بما فيه من توصيات ونقاط تستدعي التأمل والتدبر، كما ان فيه ما يجعل جماهير الثورة الاسلامية المعاصرة قادرة على تحصين وجودها وكيانها ومقدراتها وثرواتها من الآفات الداخلية والتحديات الخارجية من اجل ان تكون الامة ممتلكة لناصية امورها، ومؤهلة لتأمين متطلبات الحفاظ على امنها والدفاع عن نفسها ضد ما يتهددها من الاخطار الاستكبارية.
بقلم حميد حلمي البغدادي