الهي ما تجف من ماء الرجاء مجاري لهواتنا(٤٦)، ان لم تحم طير الاشائم بحياض رغباتنا، الهي ان عذبتني فعبد خلقته لما اردته فعذبته بعدلك، وان رحمتني فعبد وجدته مسيئا فانجيته برحمتك.
الهي لا سبيل الى الاحتراس من الذنب الا بعصمتك، ولا وصول الى عمل الخيرات الا بمشيتك، فكيف لي بافادة ما اسلمتني فيه مشيتك، وكيف لي بالاحتراس من الذنب ما لم تدركني فيه عصمتك.
الهي انت دللتني على سؤال الجنة قبل معرفتها، فاقبلت النفس بعد العرفان على مسالتها، فتدل على خيرك السؤال، ثم تمنعهم النوال، وانت المحمود في كل ما تصنعه يا ذا الجلال والاكرام.
الهي ان كنت غير مستوجب لما ارجو من رحمتك فانت اهل التفضل علي بكرمك، فالكريم ليس يصنع كل معروف عند من يستوجبه، الهي ان كنت غير مستاهل لما ارجو من رحمتك فانت اهل ان تجود على المذنبين بفضل سعتك، الهي ان كان ذنبي قد اخافني، فان حسن ظني بك قد اجارني.
(٤٦) اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق في اقصى سقف الفم.