ومن أحدث المعطيات التي ظهرت اليوم، أن آثار الفيروس ومضاعفاته في الجسم لا تزول بمجرد زواله بل تستمر لفترة طويلة بعد ذلك وتؤثر سلبا على وظائف معينة في الجسم، بحسب ما تبين في الدراسات.
وقال الطبيب الاختصاصي في أمراض الرئتين في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأمريكية: "أظهرت هذه الدراسات التي أجريت في ووهان وهونغ كونغ، وأخرى تجرى حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومن المتوقع أن تظهر نتائجها قريبا، أن ثمة أعراضا تلاحظ لدى المصابين بفيروس كورونا خلال فترة بعد تعافيهم وزوال الفيروس من أجسامهم وأبرزها التعب وضيق النفس".
وأضاف: "يترافق الالتهاب الرئوي الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد مع انخفاض في معدلات الأوكسجين بنسب متفاوتة بين الأشخاص. والجديد الذي أظهرته الدراسات أن الأشخاص الذين يتعرضون إلى مضاعفات حادة جراء إصابتهم بالفيروس يعانون من انخفاض كبير في معدل الأوكسجين ما يؤدي إلى أعراض تدوم فترة بعد زوال الفيروس من الجسم، وهي من تداعيات المرض. فقد لوحظت لدى المتعافين من الفيروس، بحسب الدراسات، أعراض، كضيق النفس والتعب وغيرهما من الأعراض التي تدوم خلال 3 أشهر".
ومع الإشارة إلى أنه يصعب حتى اليوم إجراء دراسات بعيدة المدى لأن الفيروس لا يزال جديدا وثمة حاجة إلى المزيد من الوقت لكشف ذلك، فتجرى المزيد من الدراسات على فترة أطول، وتؤكد المدة التي يمكن أن تستمر فيها الأعراض. وتبين في الفحوص التي أجريت للرئتين أن الفيروس يؤثر على وظيفة الرئة إلى حد ما من خلال أثره على معدل الـDiffusing capacity carbon monoxide".
وأوضح الطبيب أن "الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أصلا وأصيبوا بالفيروس، هم أكثر عرضة، كمرضى السكري والقلب مثلا، فتدوم هذه الأعراض خلال فترة بعد زوال الفيروس، إضافة إلى من هم في سن متقدمة ربما".
وخلص للقول: "إلا أن هذا لا يلغي احتمال تعرض الشباب لها، فقد شهدنا حالات تعرض فيها شباب لمضاعفات حادة جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، في حال تعرضهم إلى التهاب رئوي".
تجدر الإشارة إلى أنه أجريت سابقا متابعة لحالات تعافت من الإصابة بفيروس SARS وتبين أن الشفاء التام يتطلب حوالى سنة. وبشكل عام تعتبر هذه المضاعفات والأعراض مشابهة لما يحصل مع كل من يتعافى من التهاب رئوي حاد.