قُلْ للذي جَعلَ البَقيعَ دَوارِسَا ***** تَبّتْ يداكَ ومُتْ بِغيظِكَ آيِسا
هذا البقيعُ وَقد تجلَّى ثَـورةً ***** مَحقَتْ أفاعيلاً كَتمْنَ خسائِسَا
ما رَمْـسُ أحمدَ والأماجدِ أهلهِ ***** إلاّ تراتِيلٌ تَشُـعُّ شَـوامِسا
يستلهمُ الأحرارُ منها نَهضَةً ***** تُحيي المَواتَ وما حُسِبنَ أيابِسا
وتُطهِّـرُ الأنسابَ فهي نبيلةٌ ***** وتجودُ ما شاءَ الكريمُ فَوارِسا
رُحَماءُ في ما بينهُم وأكارِمٌ ***** وإذا ادلهمَّتْ ينفِرُونَ تنافُسـا
يَفْدُونَ أرواحَ العبادِ برُوحِهِمْ ***** فكأنَّهم رُضِعُوا المَودّةَ فارِسَا
يتسابقُونَ لدى الكرِيهَةِ حسبُهم ***** نهجُ الحُسينِ أطائِباً وأشاوُسـا
وكأنّهُم بَطَـلُ المَبيتِ مُضحِّيـاً ***** أخزى الطِغامَ كمائِناً ودَسائِسَا
رامُوا هَلاكَ مُحمدٍ خيرِ الوَرى ***** وهو النبيُّ ومَنْ يُؤمَّلُ آنِسِـا
فحماهُ ربُّ المرسلينَ كرامَةً ***** بفِدا وَصيٍّ دامَ دِرْعاً حارِسا
قَسَماً بربِّ الأطهرينَ مَراقداً ***** بِثرى البقيعِ أئمّـةً و نفَائِسا
إنّا على هَديِ الِنبيِّ وآلهِ ***** ماضُونَ رفضاً لِلجَهالةِ سائِسا
لا لن تدُومَ حُكومةٌ بدويَّةٌ ***** عمِلتْ كشيطانٍ يَبُثُّ وساوِسا
وبغَتْ على اليمنِ الشريف تحالُفاً ***** يسقي برايا الخيرِ بُغضاً راجِسا
الآمِنونَ وهمُ شيوخُ ونِسوةٌ ***** وطُفُولةٌ يلقَونَ مَوتاً خالِسا
لم يحترمْ سبُلَ الحياةِ بدولةٍ ***** جعلت تطوِّرُ للنهوضِ مجالسا
تبقى المدامِعُ باكياتٍ مِشعراً ***** واُلوفَ حجّاجٍ وتلعنُ باخِسا
ما موطنُ الحرمينِ أرضَ غنيمةٍ ***** للظالمين الفاجرينَ مغارِسا
هي دارُ وَحْيِ اللهِ صانَ حَريمَها ***** وأمانُ مَنْ لَـبّى الإلهَ مُؤانِسـا
ومراقدُ الاطهارِ فيها موئلٌ ***** من قبلِ أنْ تغدو مقاماً دارِسا
هو ذا عطاءُ بَنُو الرسالةِ سادةً ***** صقَلُوا ضمائرَنا ضياءً قابساَ
يومَ البقيعِ هو المُنَوِّرُ دربَنا ***** ويظَلُّ يذكرُهُ المُخلِّدُ دارِسا
ويعلِّمُ الأجيالَ أنّ عصابةً ***** هدمَتْ قبابَ الأطهرينَ تباخُسا
بجريمةٍ نكرتْ مشيئةَ أحمدٍ ***** لم ترْعَ ميراثاً يُفيضُ مَدارسا
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي