وفي مقابلة خاصة مع إذاعة النور، نقلتها محطات تلفزيونية عدة، هنأ السيد حسن نصرالله الإذاعة بذكرى تأسيسها، شاكراً للقنوات الناقلة جهدها، وذكّر بأن روح المقاومة التي تحدث عنها الشهيد عماد مغنية والتي يعترف بها الإسرائيلي اليوم كميزة لدى من قاتلوه لا تزال قائمة، وتجسدت في العام 2006 نتيجة التراكم الذي لم يكن وليد لحظته، واليوم الأمر الواقع لا يزال على ما هو عليه، ولدينا ثقة بالمقاومين وببيئة المقاومة، ووجه التحية إلى عائلات الشهداء والأسرى والجرحى والبيئة التي تحملت في مختلف المناطق، وأكد الحرص على الجانب الإيماني والعقائدي على الرغم من محاولات سلخ المقاومة عن هذه الماهية التي اعتبرها أصل المقاومة والجانب الأول منها، وأشار إلى أن التطور في العقل العسكري والتطور الكمي والنوعي (الذي يقر به العدو الإسرائيلي) هو الجانب الثاني من هذه المقاومة.
وإذ أسف الأمين العام لحزب الله بسبب غياب الإحتفالات بذكرى التحرير في الجانب اللبناني، معتبراً الأمر نقطة ضعف، لفت إلى أن أغلب القادة الإسرائيليين تحدثوا في الأسبوع الماضي، وهم كانوا قبل العام 2000 ضباطاً في جنوب لبنان، ونبه إلى أن إعلام العدو يتحدث عن عبارة "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" التي جاءت في وقتها تزامناً مع هزيمة مذلة تحت النار وقد حفرت كثيراً بقادة الكيان الاسرائيلي، وأضاف أن لدى الإسرائيلي هاجس، ولذلك عندما يتحدثون عن لبنان من العام 2006 يتحدثون عن جبهة لديها حساباتها الدقيقة، ويتحدثون عن أن المقاومة الموجودة الآن مختلفة عن التي كانت موجودة في العام 2000، وعن عدم قدرتهم على منع تعاظم قوتها، وفي لبنان هناك قوة ردع على طرفي الحدود، وهذه نقطة قوة للبنان لأن المعتدي كان دائماً الإسرائيلي، وهذه نتيجة قناعة الإسرائيلي بأنه ليس أمام عدو يستهان به.
وأعاد السيد حسن نصرالله التذكير بأن المقاومة من العام 1982 كانت ترى ما حصل في العام 2000، مستذكراً خطابات السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب في بداية المقاومة التي تؤكد ذلك، وهذه سنة طبيعية بأن مواجهة المحتل بمقاومة ويقاتل بنفس طويل وبثقة النتيجة هي النصر.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن "إسرائيل" كانت تتآمر على الأردن عام 1982، واليوم لا زالت تتآمر عليه من خلال صفقة القرن، وما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى "إسرائيل"، ولفت بأن باراك قال إن شارون كان هدفه اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وايصال آل الجميل الى السلطة، والهدف كان تجميع الفلسطينيين في الأردن وإسقاط السلطة الهاشمية.
وجزم السيد حسن نصرالله بأن الانسحاب الإسرائيلي عام 1985 نحو الشريط الحدودي المحتل لم يكن منة من العدو، وما حصل في العام 1982 شارك فيه الكثير من القوى من أحزاب وطنية وإسلامية لا سيما في السنوات الأولى، لكن الفارق هو الحضور الإستثنائي لحزب الله في السنوات الأخيرة، واعتبر أن هذا لا يجوز أن يلغي من الذاكرة أنه حتى اللحظة الأخيرة من الإنتصار كان هناك فصائل أخرى تقاتل الإسرائيلي.
ورأى الأمين العام لحزب الله أن الاسرائيلي اكتشف أن الحزام الأمني لم يعد قادراً على حماية المستوطنات، وهو الهدف الذي كانت تسعى إليه المقاومة، ودعا إلى دراسة ما حصل قبل العام 2000، عند العمل على إسقاط هدف العدو سيتراجع، والإسرائيلي في السنتين الأخيرتين قبل الإنسحاب كان يسلم المواقع إلى جيش لحد، حيث كان لديه فكرة بالإنسحاب إلى الحدود على أن يستمر جيش لحد في القتال، وبالتالي تحويل الصراع إلى حرب أهلية، لكن المفاجأة بالنسبة لهم كانت سرعة إنهيار جيش لحد، والمقاومة كانت قد اكتشفت هذه الفكرة قبل نحو عام، الأمر الذي دفعها إلى التركيز على إستهداف المواقع اللحدية.
وشدد السيد حسن نصرالله أن المقاومة جنبت لبنان حرب أهلية طائفية جديدة، وفي تحرير الألفين تم تقديم نموذج مشرق عندما انهار جيش انطون لحد، وهرب الإسرائيلي، ودخل الناس حيث لم يرتكب مجازر وتم تسليم العملاء إلى الجيش اللبناني، ومن أراد الهروب تمكن من الهرب، ولم يطلق النار على أحد.
الأمين العام لحزب الله أعرب عن قناعته بأن الكيان الإسرائيلي إلى زوال لأن هذا الكيان طارئ ومصطنع، ونحن نرى أن لا إمكانية لبقاء غدة سرطانية تقوم على أساس عنصري وإرهابي في المنطقة، والموضوع موضوع وقت، مؤكداً بأن مشهد الإسرائيليين يحزمون حقائبهم ويغادرون هو قطعي.
وذكر السيد حسن نصرالله أن في العام 2000، لم يكن الجو الداخلي أفضل من الآن، وكان الإنقسام الداخلي لا يزال موجوداً، ولم يكن هناك إجماع على المقاومة، بل كان هناك خلافاً حاداً، والبعض كان يعتبر أن المقاومة ليست وطنية، بل تقاتل لصالح سوريا وإيران من العام 1982 حتى اليوم لم يكن هناك إجماع في أي يوم من الأيام على المقاومة في لبنان.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن الحضور الأميركي إلى المنطقة نعتبره دليل تقدم محور المقاومة بسبب عجز "إسرائيل" والأنظمة التي رعاها في المنطقة عن حماية مصالحه، والمقاومة اليوم في تصاعد في لبنان وفلسطين وغزة التي كانت محتلة في العام 2000 هي اليوم محررة والفصائل لديها قدرات صاروخية تطال كل المدن في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن التحولات الموجودة في المنطقة لا تصب لمصلحة "إسرائيل"، وهناك مستوى عال من التوازن والمقاومة تملك القدرة على المبادرة، وكذلك الإسرائيلي ونتيجة التوازن والجانبان يقومان بحسابات.
وأعاد السيد حسن نصرالله التأكيد على أن قواعد الإشتباك بعد العام 2006 قائمة لا تزال قائمة وإرسال المسيرات إلى الضاحية كان هدفه القيام بعملية أمنية من دون بصمة، لأن أي عملية مع بصمة ستؤدي إلى الرد، وكشف أن الإسرائيلي أبلغ الحكومة اللبنانية عبر المصريين والقبارصة والأمم المتحدة أنه لا يريد القيام بأكثر من كشف الإنفاق عندما كشف عنها سابقاً.
وفي الجبهة السورية، قال الأمين العام لحزب الله أن في البدايات لم يستهدف الإسرائيلي حزب الله أو الجيش السوري أو فصائل المقاومة الأخرى، بل كان يقدم الدعم إلى فصائل في المعارضة المسلحة، وكان يأمل سقوط النظام السوري وتمزق الجيش السوري ومغادرة الإيرانيين وحزب الله، لكن ذهابه إلى المعركة بين الحروب هو إنتصار لسوريا، لأنه لو كان هناك أملاً بإنتصار الجماعات التي يدعمها ما كان ليتدخل بالمباشر، وأضاف أن الإسرائيلي لديه نوع من القواعد في الضربات التي يقوم بها في سوريا، وتحدث عن العملية الأخيرة على الحدود حيث كان يستطيع أن يقتل الشباب، لكن أعطى إنذاراً كي يتمكنوا من إخلاء السيارة قبل قصفها، والسبب يعود إلى معادلة الرد في حال إستهداف شباب المقاومة، وحتى الآن لدى الإسرائيلي حرص على عدم الوصول إلى القتل في الضربات التي يقوم بها سوريا.
ونبّه السيد حسن نصرالله "إسرائيل" بأن الصبر وطاقة التحمل لدى القيادة السورية على العدوان الاسرائيلي لهما حدود، وموضوع فرض معادلة في سوريا هو حتى الآن لا يزال موضع نقاش وسوريا اليوم بين أولويتين المعركة التي لم تنته في الداخل والإستدراج إلى حرب مع إسرائيل لا يخدم الهدف الأول، ولا نعرف إلى أي وقت تستطيع القيادة السورية تحمل الضربات الإسرائيلية وليس من مصلحة سوريا الإستدراج إلى حرب مع الإسرائيلي مع الوقت الراهن، وفي دائرة الصبر الإستراتيجي هناك مجموعة من القواعد التي ينتبه لها الإسرائيلي
وجزم الأمين العام لحزب الله بأن معادلة المسيرات لا تزال قائمة وفي أي وقت قد نسمع أن المقاومة أسقطت مسيرة، ومنذ اعتداء المسيرات في الضاحية لم يعتد العدو مجدداً بهذه الطريقة، ولفت إلى أن منذ أشهر لم يفتح موضوع الصواريخ الدقيقة من قبل الأميركي في القنوات الدبلوماسبة مع المسؤولين اللبنانيين.
وحول القرار 1701 في مجلس الأمن الدولي، قال السيد حسن نصرالله أن الأميركي نتيجة المطالب الإسرائيلية يطرحون موضوع تغيير مهمة اليونيفيل، يريدون إطلاق اليونيفيل من دون تنسيق مع الجيش اللبناني، الأميركي يضغط دائما في هذا الموضوع، لكن هذا الموضوع لا يقلقنا لأن هناك موقف رسمي واضح ولبنان لن يخضع لأن هذا يمس بالسيادة الوطنية ، وهذا مطلب إسرائيلي تتبناه أميركا، إذا كانوا يريدون خفض العدد أو زيادته الموضوع لا يقدم أو لا يؤخر، نحن لسنا ضد بقاء اليونفيل لكن يخطئ الأميركي أذا كان يعتبر أن هذه ورقة ضغط على لبنان، ونشعر أن اليونيفيل مصلحة إسرائيلية أكثر مما هو مصلحة لبنانية من وجهة النظر الإسرائيلية، واعتبر أن إعادة النظر في اليونيفيل يتطلب إعادة النظر في سبب تواجد اليونيفيل في الجانب اللبناني فقط، زمن إستضعاف لبنان انتهى ولا يمكن أن تفرض "إسرائيل" على لبنان شروط ولو بقناع أميركي.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن لبنان رفض تغيير مهمة اليونيفل لكن الإسرائيلي يريد إطلاق يدها، وأن يكون لها الحق بمداهمة وتفتيش الأملاك الخاصة والأميركيون يضغطون على لبنان بهذا الملف، وزيادة أعداد قوات اليونيفيل أو تخفيفها هو نفس الأمر بالنسبة الينا واذا أرادوا ترحيلهم هذا شأنهم ونحن لسنا ضد بقاء اليونيفيل بل أنا أتحدث من الزاوية الاسرائيلية.
وفي الملف الداخلي اللبناني، قال السيد حسن نصرالله إن لدينا فوبيا الحرب الأهلية وهذه مفخرة لنا، نحن قوة عسكرية تعمل لنا "إسرائيل" ألف حساب لكن لدينا فوبيا من الحرب الأهلية، وهذا ينطلق من حرصنا على البلد، مشدداً على رفض الحرب الأهلية في لبنان حتى لو قالوا أن بذلك نحكم لبنان فنحن لا نريد ذلك، والأغلبية الساحقة في لبنان ما زالت محكومة للاعتبارات الطائفية ونحن ضد العزل والاقصاء، وأدوات التغيير في الداخل اللبناني يجب أن تراعي تركيبة البلد والمخاوف الموجودة فيه.
وأشار الأمين العام لحزب الله أن الأمام الصدر كان يعتبر أن الثورة الشعبية إذا لم تكن عابرة للطوائف لن تؤدي إلى نتيجة، والحديث عن الفيدرالية والتقسيم من المفترض أن نكون قد انتهينا من هذه المرحلة، وميزة المقاومة أنها لم تطلق شعارات غير واقعية، وبالنسبة لنا هناك حدود في العمل السياسي والإصلاحي هي عدم الذهاب إلى حرب أهلية أو إعادة تقسيم البلد على أساس طائفي أو إعطاء العدو الإسرائيلي فرصة.
وحذر السيد حسن نصرالله أن من يريد أن يقاتل فينا من أجل الإصلاح في لبنان عليه أن يعلم أننا على رأس قائمة الإستهداف في الكرة الأرضية، هو قد يكون له حسابات وأولويات لبنانية، ونحن لدينا حسابات وأولويات لبنانية، وهذا الواقع يدفعنا إلى الإنتباه من أي مسار نريد أن نمضي فيه، والمقاومة على رأس لائحة الاستهداف وهذا ما يعطينا حق النظر في كل معطى جديد، ونحن دخلنا الحكومة وبدأنا في ملف مكافحة الفساد، لكن البعض لا يزال يسأل لماذا نريد أن نكافح الفساد عبر القضاء، وذكّر بأن أي خلاف في لبنان على أي موضوع يتحول بسرعة إلى خلاف طائفي مثل ما حدث حول تعيين محافظ لبيروت.
وإذا شدد على أن حزب الله المستهدف، دعا الأمين العام لحزب الله إلى السماح للحزب بمحاربة الفساد على طريقته، أن نسير في الاصلاح على طريقتنا، وداخل الخطوط الحمراء، وهناك إنتخابات نيابية بعد عامين فلينتخبوا طبقة سياسية جديدة، محطة ليحاسب الناس الفاسدين في الانتخابات، ولا أقول أن كل الطبقة السياسية فاسدة، حاسبوا الفاسدين، عندما نصل إلى أن هناك طوائف تريد أن تحمي هذا أو ذاك، نحن في حزب الله قلنا إن ليس لدينا خط أحمر ووزيرنا ونائبنا الموظف المحسوب علينا يذهب إلى القضاء، وأنا ظالما أو مظلوما أذهب إلى القضاء، والبلد يحتاج إلى قضاة استشهاديين لاصلاحه من الفساد وليس صحيحاً مكافحة الفساد بمعزل عن القضاء.
وأعاد السيد حسن نصرالله التذكير بأن تحدثنا عن تطوير اتفاق الطائف والنظام اللبناني يحتاج إلى تطوير وإصلاح لكن ليس على قاعدة نسفه، وأضاف أن في الماضي تحدثت عن تطوير نظام الطائف من خلال مؤتمر تأسيسي ووتعرضنت للكثير من الإنتقادات، والنظام يحتاج إلى تطوير ومعالجة الخلل فيه لكن ليس على قاعدة نسفه بشكل كامل، ولا نزال على هذه الفكرة وليس لدينا أي فكرة أخرى، وإصلاح النظام في لبنان أمر صعب والحل يبدأ من الناس والمشاركة الشعبية الواسعة، وإن لم تتوفر إرادة لدى ابناء الطوائف اللبنانية باصلاح النظام فلن يحصل أي تغيير.
وكشف الأمين العام لحزب الله أن قوى سياسية وزعماء تواصلوا معنا بعد بدء الحراك واعتبروا أننا مسؤولين عنه وهو ما لم يكن صحيحاً، ولو تواصلت التظاهرات من دون توظيف سياسي كانت الحكومة السابقة قادرة على أخذ مجموعة واسعة من الإجراءات نتيجة ضغط الشارع، لكن عندما بدأت عملية تصفية الحسابات مع العهد والحكومة وحزب الله ورئيس المجلس النيابي تغير الموضوع، ومن حق الناس التظاهر والضغط على الحكومة، والحراك يمكن البناء عليه لكن بعض من كان يقف خلفه لم يكن مخلصاً للأهداف الحقيقية، وفي لبنان من ينتظر عملاُ ثورياً تغييراً على دفعة واحدة غير متاح ولذلك معركة مكافحة الفساد تحتاج إلى وقت وهذا الأمر لا يحصل في سنة وسنتين، وهناك قوانين تحمي الفساد وقد دعونا إلى تغييرها وهذا ما يحتاج وقتاً من أجل تشريعه قانونياً.
وجزم السيد حسن نصرالله بأن حزب الله معني في معالجة الوضع الإقتصادي والمعيشي وهناك مجموعة من الأفكار والبدائل أذا أخذها لبنان من الممكن أن نضع البلد على سكة العلاج، ونبّه أنه يجب ازالة الالغام وفتح الطرقات في معركة مكافحة الفساد ونحن لن ندوس على الالغام والافضل ان نسلك طريق لنفكك اللغم لا أن ندوس عليه، وفي العام 2005 ذهبنا إلى حكومة وكان هناك زلزال في البلد وأحد أهداف إغتيال الحريري أو التوظيفات له كان صراع سني شيعي في البلد، ونحن كنا على حافة حرب مذهبية وبذلنا جهد كبير وذهبنا إلى تحالفات سياسية من أجل العبور بالبلد من الإنفجار الكبير الذي كان يتم الدفع به.
وذكّر الأمين العام لحزب الله بأن في العام 2006 كان هناك حرب مدمرة وفي العام 2011 كان هناك زلزال في المنطقة ولو سقطت سوريا كان الوضع في لبنان سيكون مختلفاً، والظروف التي مر بها حزب الله جعلت لديه أولويات لا تزال موجودة وفي كل مرة كان يعارض كان يحرص على عدم الوصول إلى صدام.
وأعرب السيد حسن نصرالله عن تفاؤله بأن يمكن الخروج من الوضع الراهن ولم نصل إلى الإنهيار لكن الموضوع يتطلب إرادة سياسية، وفي معركة مكافحة الفساد قد نحتاج إلى سنوات طويلة لكن الوضع الإقتصادي لا يحتمل سنوات طويلة، ويجب التعاطي مع الأزمة الإقتصادية بشكل طارئ وإستثنائي إلى جانب مكافحة الفساد، ولم نمانع الذهاب إلى صندوق النقد الدولي، وجزء من عدم ممانعتنا مفاوضة صندوق النقد الدولي هو من باب سحب الذرائع، على الرغم من معرفتنا المسبقة بعقلية الصندوق وشروطه وبالتالي الشروط يجب أن تناقش، ومن الخطأ الذهاب إلى صندوق النقد الدولي على قاعدة عدم وجود خيارات أخرى لأن هذا يضعف موقع الحكومة التفاوضي.
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى موضوع الخطة الاقتصادية المشوب بتعقيدات وكمائن كثيرة، كاشفاً أن لدينا خطة إقتصادية لم نعلن عنها لأنها ستحارب منذ اليوم الأول من دون أن تقرأ، وإذا كشف حزب الله خطته الاقتصادية فإنه ستتم محاربته فوراً من قوى داخلية وخارجية، لذلك قررنا العمل على إيصال البلد إلى خطتنا دون أن نعلن أن هذه خطتنا كي لا يحكم عليها بالأعدام نتيجة الحقد والاستعداء الخارجي، ويجب إحياء القطاعين الزراعي والصناعي والمشكلة هنا تكمن في كلفة الانتاج وأسواق التصريف.
وأكد السيد حسن نصرالله أنه يوجد حل للأزمة الإقتصادية وهو أن تخرج من قبضة الحرص على الرضا الأميركي والإتجاه شرقاً، وهناك من يمنع لبنان من التعامل مع الصين في الملفات الاقتصادية وعلى اللبنانيين الخروج من قبضة الحرص على الرضا الأميركي والتحول شرقاً، وأميركا تريد إذلال لبنان وفرض شروطها عليه، وأضاف أن العراق جاهزة لاتفاقات مع لبنان حول تصريف الانتاج والأسواق موجودة ولذلك يجب اعادة العلاقات مع سوريا، والحكومة قد تحتاج بعض الوقت والتشجيع من الرأي العام للتوجه شرقاً نحو الصين لحل بعض المشكلات وهذا أكبر دليل على أنها ليست حكومة حزب الله.
وطالب الأمين العام لحزب الله بالحفاظ على كل الودائع وبمساهمة المصارف في معالجة الوضع الإقتصادي وهناك نقاش في هذا الأمر ونحن معنيين بممارسة ضغط سياسي وتشكيل رأي العام لكن المعني بالذهاب هو الإجراءات هو الجهات الرسمية، و لا نريد تدمير القطاع المصرفي أو تغيير وجه لبنان الإقتصادي والدعوة لإعطاء العالم ودائعها لا يعني الرغبة في تدمير المصارف.
وأبدى الأمين العام لحزب الله الحرص على معالجة المشاكل بين حلفائنا ومعالجة مشاكلنا مع الحلفاء من خلال إطفاء المشاكل، وأضاف إذا اختلف اثنان من الحلفاء نسعى إلى التهدئة وإذا حصل خلاف معنا نعمل على التهدئة أيضاً، وعندما نقول حلفاء يعني أننا لسنا نسخة طبق الأصل واليوم هناك جو في البلد عن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله وحديث عن إشكالية بين الجانبين، وبناء التحالف المحترم يعني عدم وجود تبعية، والاشمالية تقع عندما يظن البعض أن التحالف يعني السير معاً بكل شيء وهذا يعني التبعية لا التحالف، ونتيجة مواقع التواصل الإجتماعي من الممكن أن تؤدي أي تغريدة إلى إشعال مواجهة، نحن وحلفاؤنا لسنا نسخة طبقة الأصل لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف، وعلى القيادات السياسية عدم الإنجرار إلى المواقف الخلافية التي تفرزها مواقع التواصل الإجتماعي وحريصون على علاقة الإحترام والتواصل مع كل الحلفاء.
وضرب السيد حسن نصرالله أمثلة بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عاتبنا عند الإعلان عن تبني حزب الله ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وقلت لباسيل أن قواعدكم ضغطت علينا في هذا الموضوع، في المقابل في الإنتخابات النيابية اختلفنا مع الحلفاء في دائرة بعلبك الهرمل، وهي كانت أساس الخلاف وليس جبيل، جبيل كانت النتيجة، وكان لدينا التزام مع القومي بأن المقعد الكاثوليكي له والتزام بأن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون حاصبيا له، والقومي حليف لنا وشريك في المقاومة، فأصبح بات مطلوباً منا التخلي عن الإلتزام مع القومي حول المقعد الكاثوليكي في بعلبك الهرمل ومن هنا بدأ الخلاف في الإنتخابات النيابية وانتقل إلى دوائر أخرى، ونحن نحترم تحالفات حلفائنا وهم عليهم ايضاً احترام تحالفاتنا.
وضرب السيد حسن نصرالله أمثلة بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عاتبنا عند الإعلان عن تبني حزب الله ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وقلت لباسيل أن قواعدكم ضغطت علينا في هذا الموضوع، في المقابل في الإنتخابات النيابية اختلفنا مع الحلفاء في دائرة بعلبك الهرمل، وهي كانت أساس الخلاف وليس جبيل، جبيل كانت النتيجة، وكان لدينا التزام مع القومي بأن المقعد الكاثوليكي له والتزام بأن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون حاصبيا له، والقومي حليف لنا وشريك في المقاومة، فأصبح بات مطلوباً منا التخلي عن الإلتزام مع القومي حول المقعد الكاثوليكي في بعلبك الهرمل ومن هنا بدأ الخلاف في الإنتخابات النيابية وانتقل إلى دوائر أخرى، ونحن نحترم تحالفات حلفائنا وهم عليهم ايضاً احترام تحالفاتنا.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن لا يمكن عند وقوع أي إشكال الحديث عن التحالف يهتز، القيادات العليا لا تفكر في هذه الطريقة لكن القواعد وبعض الكوادر تفكر بهذه الطريقة، وباسيل لم يفتح معنا مسألة رئاسة الجمهورية لا من قريب ولا من بعيد وفرنجية لم يهاجم التيار الوطني الحر خوفاً من حصول إلتزام من الحزب تجاه باسيل، والتواصل يعالج الإلتباسات زالعلاقة مع الوطني الحر كما هي مع باقي الحلفاء مبنية على أسس متينة ورؤية وعمرها من العام 2006.
وأوضح السيد حسن نصرالله أن العلاقة مع التيار الوطني الحر لا تحتاج إلى ترميم وفيها مصلحة وطنية ولا نزال نتصرف بالعلاقة على أساس أن لها نفس وطني واخلاقي ولذلك كل ما مر علينا من خلافات لم يؤد إلى تصدع، والمسائل الجزئية لا تدعو إلى إعادة النظر في العلاقة القديمة والقوية بين حزب الله وحركة أمل، واتفقنا على تطوير العلاقة مع الحلفاء وذلك ضمن توسيع قنوات التنسيق بيننا، واتفقنا مع الحلفاء على رابط في الموضوع النيابي وآخر في الموضوع الوزاري وآخر في الموضوع الحزبي والهدف تطوير العلاقة وليس ترميمها.
وفي ملف الوجود الأميركي، جزم الأمين العام لحزب الله أن المواجهة مع الاميركي بعد اغتيال الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني مواجهة شاملة وليست عسكرية فقط، وهناك إرادة شعبية حقيقية أن الأميركي يجب أن يخرج من العراق، والقوات الاميركية في سوريا هي قوات احتلال وهناك ارادة ومقاومة شعبية لاخراج الاميركي من سوريا، وأميركا بدأت تعيد النظر في وجود قواتها في المنطقة، وبالنسبة للحرب بين اميركا وايران فهي مستبعدة جداً، وفشل الحرب على اليمن هو فشل أميركي وكذلك فشل صفقة القرن بعدم توقيع أي فلسطيني عليها.