الخطبة ۱۰٦: قال سلام الله عليه في ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لِقَابِسٍ، وأَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ، فَهُوَ أَمِينُكَ اَلْمَأْمُونُ، وشَهِيدُكَ يَوْمَ اَلدِّينِ، وبَعِيثُكَ نِعْمَةً ورَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً، اَللَّهُمَّ اِقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً مِنْ عَدْلِكَ، واِجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ اَلْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ، اَللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ اَلْبَانِينَ بِنَاءَهُ، واَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ، وشَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَتَهُ، وآتِهِ اَلْوَسِيلَةَ، وأَعْطِهِ اَلسَّنَاءَ واَلْفَضِيلَةَ، واُحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزَايَا ولاَ نَادِمِينَ، ولاَ نَاكِبِينَ ولاَ نَاكِثِينَ ولاَ ضَالِّينَ ولاَ مُضِلِّينَ ولاَ مَفْتُونِينَ.
ومنها في خطاب أصحابه:
وَقَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اَللَّهِ تَعَالَى لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ، وتُوصَلُ بِهَا جِيرَانُكُمْ، ويُعَظِّمُكُمْ مَنْ لاَ فَضْلَ لَكُمْ عَلَيْهِ، ولاَ يَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ، ويَهَابُكُمْ مَنْ لاَ يَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً، ولاَ لَكُمْ عَلَيْهِ إِمْرَةٌ، وقَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اَللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلاَ تَغْضَبُونَ، وأَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ، وكَانَتْ أُمُورُ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ تَرِدُ، وعَنْكُمْ تَصْدُرُ، وإِلَيْكُمْ تَرْجِعُ، فَمَكَّنْتُمُ اَلظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ، وأَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ، وأَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اَللَّهِ فِي أَيْدِيهِمْ، يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ، ويَسِيرُونَ فِي اَلشَّهَوَاتِ، وأَيْمُ اَللَّهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ، لَجَمَعَكُمُ اَللَّهُ لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ.
الخطبة ۱۰۷: في بعض أيام صفين
وَقَدْ رَأَيْتُ جَوْلَتَكُمْ واِنْحِيَازَكُمْ عَنْ صُفُوفِكُمْ، تَحُوزُكُمُ اَلْجُفَاةُ اَلطَّغَامُ، وأَعْرَابُ أَهْلِ اَلشَّامِ، وأَنْتُمْ لَهَامِيمُ اَلْعَرَبِ، ويَآفِيخُ اَلشَّرَفِ، واَلْأَنْفُ اَلْمُقَدَّمُ، واَلسَّنَامُ اَلْأَعْظَمُ، ولَقَدْ شَفَى وَحَاوِحَ صَدْرِي، أَنْ رَأَيْتُكُمْ بِأَخَرَةٍ تَحُوزُونَهُمْ كَمَا حَازُوكُمْ، وتُزِيلُونَهُمْ عَنْ مَوَاقِفِهِمْ كَمَا أَزَالُوكُمْ، حَسّاً بِالنِّصَالِ، وشَجْراً بِالرِّمَاحِ، تَرْكَبُ أُوْلاَهُمْ أُخْرَاهُمْ كَالْإِبِلِ اَلْهِيمِ اَلْمَطْرُودَةِ، تُرْمَى عَنْ حِيَاضِهَا وتُذَادُ عَنْ مَوَارِدِهَا.