وقالت تساي إنغ-ون، في خطاب بمناسبة تنصيبها وللاحتفال بنجاح الجزيرة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، اليوم الأربعاء إنه "يتعين على بكين أن تجد طريقة للعيش بسلام جنبا إلى جنب مع تايوان ديمقراطية... تايوان لن تقبل قط بالخضوع للحكم الصيني... لن نقبل باستخدام سلطات بكين (نموذج) بلد واحد بنظامين، للتقليل من شأن تايوان وتقويض الوضع الراهن عبر المضيق".
وجددت تساي دعوتها إلى بكين للتحاور وحضّت الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على العمل معها لتخفيف التوتر. وقالت: "لدى الجانبين مهمة إيجاد طريقة للتعايش على الأمد الطويل ومنع ارتفاع منسوب العداوة والخلافات".
وعلى الرغم من قربها جغرافيا واقتصاديا من الصين، تمكّنت تايوان من احتواء فيروس كورونا المستجد على أراضيها. وقد أعلنت عن 440 إصابة، بينها سبع وفيات.
وتثير تساي حفيظة بكين لأنها تعتبر تايوان دولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع، لا جزءا من "الصين الواحدة". ومنذ وصول تساي إلى السلطة لأول مرة عام 2016، رفضت الصين التحاور معها وكثّفت الضغوط الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية على الجزيرة.
وكانت تساي حققت فوزا ساحقا في انتخابات يناير، لتتولى الرئاسة لولاية ثانية في نتيجة شكّلت ردا واضحا من الناخبين على حملة بكين المتواصلة لعزل الجزيرة.
من جهتها، تؤكد بكين أن تايوان جزء من أراضيها وتعهّدت بالسيطرة عليها بالقوة، إذا لزم الأمر.
وتتطلع الصين إلى تطبيق نموذج قائم على مبدأ "بلد واحد بنظامين" كما هو الحال مع هونغ كونغ، الذي من شأنه أن يسمح لتايوان بالمحافظة على بعض الحريات والحكم الذاتي، مع خضوعها لسيادة الصين القارية.
وحُكمت تايوان (التي تعرف رسميا بجمهورية الصين) بشكل منفصل عن البر الرئيسي الصيني منذ 1949 بعدما خسر القوميون الحرب الأهلية أمام الشيوعيين وهربوا إلى هذه الجزيرة لتأسيس حكومة موازية.
لكن مع انتقال الجزيرة إلى الديمقراطية منذ تسعينات القرن الماضي، ظهرت هوية تايوانية فريدة ولم يعد كثيرون يسعون لأي شكل من أشكال التوحيد مع الصين.
وأثار الأمر قلق بكين التي تشدد على أن أي إعلان استقلال رسمي من قبل تايوان سيشكّل تجاوزا للخط الأحمر.