ومن الموارد التي ذكر القرآن الكريم فيها فضائل علي هي:
آية 207 في سورة البقرة ، قال الله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ) .
روى الإمام القرطبي في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) : قيل : نزلت في علي رضي الله عنه ، حين تركه النبي صلى الله عليه وسلم ، على فراشه ، ليلة خرج إلى الغار. تفسير القرطبي ص 829 .
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بإسناده إلى الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر قال : ( رأيت في بعض الكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما أراد الهجرة ، خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه ، ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه ، وقال له : ( اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه ، إن شاء الله تعالى ، ففعل ذلك ) . ( فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام : أني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ) فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما ، أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ؟ آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه ، يفديه بنفسه ، ويؤثره بالحياة ، إهبطا إلى الأرض ، فاحفظاه من عدوه ، فنزلا ، فكان جبريل عند رأس علي ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي الله عز وجل به الملائكة ؟ فأنزل الله عز وجل على رسوله - وهو متوجه إلى المدينة - في شأن علي ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن سيدنا الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين ، عليهما السلام ، قال : إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ، علي بن أبي طالب عليه السلام .
وقال علي عليه السلام ، عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر
وبات رسول الله في الغار آمنا * موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبت أراعيهم ولم يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر