وجاء في نص البيان:
يا جماهير شعبنا العظيم
تحل على شعبنا وأمتنا في الخامس عشر من أيار من كل عام بدءاً من العام 1948، ذكرى اغتصاب فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، ومهما تقادم الزمن فإن هذا التاريخ يعد يوماً أسوداً في حياة الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية جراء القتل والإجرام والمجازر والتشريد واللجوء, وجراء اغتصاب الوطن وإقامة كيان عنصري استعماري عدواني يمزق أرجاء الوطن ويهدد وحدة أمتنا من أجل خدمة المصالح والمشاريع الإمبريالية، ومما لا شك فيه أنه لازال يذكر شعبنا بحجم الضعف والهوان والتقصير بل والتآمر من جانب بعض الحكام مما أفسح المجال للحركة الصهيونية مدعومة من الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا العظمى لاغتصاب الأرض وإنشاء الكيان الصهيوني.
ورغم مضي أكثر من سبعة عقود على اغتصاب فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني ومرارة النكبة فإن قساوة ومرارة النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني لم يكن بمقدورها أن تكبل شعبنا وتسلبه إرادته, ولم تنجح في أن تحول شعبنا الى جموع هائمة ضائعة, فاقدة لهويتها, راضخة ومستسلمة لمشيئة الأعداء.
إن اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة تؤكد بهذه المناسبة أن المقاومة الفلسطينية هي التي حمت القضية من براثن التصفية, وكلما اشتدت تعمقت أزمات العدو الصهيوني وكلما جرى التراجع وتقدم مسارات التسويات والمفاوضات تشتد وتتعاظم مشاريع التهويد والاستيطان والإخضاع, واليوم ينبغي التأكيد أننا في مرحلة تاريخية حاسمة تستدعي ادراكاً واعياً بأن طريق المفاوضات ما هو إلا استسلام للظلم والقهر والإحلال, وإدراكاً واعياً أن القضية تبقى حية عصية على التصفية اذا ما استمر الشعب الفلسطيني في المقاومة.
كما تؤكد أن قضية فلسطين تتعرض لمخاطر يتداخل فيها البعد الفلسطيني بالبعد العربي رسمياً وشعبياً ويزيد من حدتها الهجوم الشرس من جانب ثالوث معاد وتتبدى هذه المخاطر في تراجع الاهتمام بقضية فلسطين وهو تراجع بدأ فلسطينياً من توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم وسبقه عربياً توقيع إنفاق كامب ديفيد, وجرى تتويج هذه الاتفاقيات بالمخطط الأمريكي التصفوي الذي يحمل اسم (صفقة القرن).
إن حركة فتح الانتفاضة في ذكرى النكبة وأمام المخاطر الكبرى التي تعصف بقضية فلسطين تؤكد على بناء جبهة مقاومة وطنية تقوم على وضع استراتيجية للمقاومة وتفعيل دور شعبنا في ساحات الشتات والعمل مع كل القوى والهيئات والفعاليات والشخصيات الوطنية لتعزيز المبادرات الشعبية في التصدي لمخططات التهويد والاستيطان التي لازالت تتعاظم وآخرها التوجه الصهيوني بالإعلان عن ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وهذا يأتي في إطار وضع صفقة القرن موضع تطبيق.
إن حماية قضيتنا الوطنية من مخاطر التصفية مهمة وطنية نضالية وإن السير على طريق الفداء لتحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة هو ما نؤكد عليه اليوم فمعنى النكبة التي نستحضرها اليوم يجب أن يحرضنا على استرجاع المقاومة واستعادة الارتباط مع أمتنا أي استعادة الارتباط بين مشروع وطني فلسطيني ومشرع نهضوي تحرري عربي يواجه الغزاة والطامعين, ويحرر الوطن المغتصب, ويوحد أمتنا, ويعيد لها مكانتها تحت الشمس.