الغرض من وراء قتله لأمير المؤمنين عليه السلام
اختلفت الروايات في الغاية التي كان ابن ملجم يرومها من وراء قتله لأمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ والسبب الذي دعاه للاقدام على هذا العمل الشنيع، حيث أرجع ابن سعد ذلك الى عامل حب الانتقام لقتلى الخوارج في النهروان، قائلا: «انتدب ثلاثة نفر من الخوارج – بعد معركة النهروان- عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي فاجتمعوا في مكة وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص. فقال عبد الرحمن بن ملجم : أنا لكم بعلي بن أبي طالب.
ثم توجه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه فقدم عبد الرحمن بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد وكان يزورهم ويزورونه فزار يوما نفرا من تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال لها قطام بنت شجنة بن عدي، وكان علي ـ عليه السلام ـ قتل أباها وأخاه يوم النهروان فأعجبته فخطبها فاشترطت عليه أن يكون جزء من مهرها قتل علي بن أبي طالب عليه السلام.
وأرجع ابن أعثم الكوفي ذلك الى عشقه لقطام، قائلا: «ولما انتهت معركة النهروان أقبل عليّ ـ عليه السلام ـ نحو الكوفة، وسبقه عبد الرحمن بن ملجم- لعنه الله- حتى دخل الكوفة، فجعل يبشر أهلها بهلاك الشراة – أي الخوارج- وكان قد علق قلبه بامرأة يقال لها قطام بنت الأضبع التميمي وكان بها مسحة من جمال ، فخطبها فاشترطت عليه قتل علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ فقبل بالشرط...
وكان ابن ملجم ليلة قتل علي في منزل قطام، فلما سمعت أذان علي قامت إليه وهو نائم وكان تناول نبيذاً، فأيقظته وقالت: يا أخا مراد! هذا أذان علي ، قم فاقض حاجتنا، ثم ناولته سيفه... فتناول سيفه وجاء حتى دخل المسجد فلما ركع أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ وسجد سجدة واستوى قاعدا، وأراد أن يسجد الثانية ضربه ابن ملجم ضربة على رأسه.
لعن الملائكة
روي عن الامام جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ أنه قال: «لمَّا ضرب اللَّعينُ ابن ملجم – أمير المؤمنين عليه السلام - على رأْسه صارت تلك الضَربةُ في صورته الّتِي في السَّماءِ فالملائكةُ ينظرونَ إِليه غُدْوَةً وعَشِيَّةً ويلعنونَ قاتلَهُ ابنَ مُلْجَمٍ».
مصيره
إختلفت كلمة المؤرخين في مصير ابن ملجم ونهاية أمره الا أنّ المشهور منها أنه: لما أدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ نظر إليه ثم قال: «النفس بالنفس، إن أنا متّ فاقتلوه كما قتلني وإن سلمت رأيت فيه رأي، وأوصى به بأن يطعم ويسقى».
فلما قضى أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ وفرغ أهله من دفنه جلس الامام الحسن ـ عليه السلام ـ وأمر أن يؤتى بابن ملجم فجيء به ثم أمر به فضربت عنقه وذلك في 21 رمضان سنة 40 للهجرة.