الخطبة ۱۰۳: في صفة العالم
اَلْعَالِمُ مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ، وكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّ يَعْرِفَ قَدْرَهُ، وإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ اَلرِّجَالِ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى لَعَبْداً وَكَلَهُ اَللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ، جَائِراً عَنْ قَصْدِ اَلسَّبِيلِ، سَائِراً بِغَيْرِ دَلِيلٍ، إِنْ دُعِيَ إِلَى حَرْثِ اَلدُّنْيَا عَمِلَ، وإِنْ دُعِيَ إِلَى حَرْثِ اَلْآخِرَةِ كَسِلَ، كَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ، وكَأَنَّ مَا وَنَى فِيهِ سَاقِطٌ عَنْهُ.
ومنها هذه الخطبة في آخر الزمان:
قال عليه السلام:
وَذَلِكَ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ كُلُّ مُؤْمِنٍ نُوَمَةٍ، إِنْ شَهِدَ لَمْ يُعْرَفْ، وإِنْ غَابَ لَمْ يُفْتَقَدْ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ اَلْهُدَى، وأَعْلاَمُ اَلسُّرَى، لَيْسُوا كَالْمَسَايِيحِ، ولاَ كَالْمَذَايِيعِ اَلْبُذُرِ، أُولَئِكَ يَفْتَحُ اَللَّهُ لَهُمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ، ويَكْشِفُ عَنْهُمْ ضَرَّاءَ نِقْمَتِهِ.
أَيُّهَا اَلنَّاسُ، سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُكْفَأُ فِيهِ اَلْإِسْلاَمُ، كَمَا يُكْفَأُ اَلْإِنَاءُ بِمَا فِيهِ، أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّ اَللَّهَ قَدْ أَعَاذَكُمْ مِنْ أَنْ يَجُورَ عَلَيْكُمْ، ولَمْ يُعِذْكُمْ مِنْ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ، فقَدْ قَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ.
وَقَالَ عليه السلام:
وَقَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ، لاَ حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، إِنَّا لاَ نَمْلِكُ مَعَ اَللَّهِ شَيْئاً، ولاَ نَمْلِكُ إِلاَّ مَا مَلَّكَنَا، فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا، كَلَّفَنَا، ومَتَى أَخَذَهُ مِنَّا، وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا.